دخل سباق الهيمنة على الذكاء الاصطناعي بين الولايات المتحدة والصين مرحلة أكثر سخونة، بعد تقرير حكومي أميركي جديد وصف النماذج الصينية بأنها تمثل “خطراً أمنياً” على المستهلكين والمطورين والأمن القومي الأميركي.
التقرير، الصادر عن مركز معايير الذكاء الاصطناعي والابتكار (CAISI) التابع للمعهد الوطني للمعايير والتكنولوجيا (NIST) ووزارة التجارة الأميركية، اعتبر أن نماذج مثل “ديب سيك” متأخرة عن نظيراتها الأميركية من حيث الأداء والتكلفة والأمان، رغم شعبيتها المتزايدة عالميًا.
ثغرات أمنية وتسييس النماذج
أوضح التقرير أن النماذج الصينية أكثر عرضة للاختراق ويمكن استغلالها في القرصنة والجرائم الإلكترونية، مشيرًا إلى أن الرقابة الحكومية الصينية مدمجة داخل بعض هذه النماذج.
وأظهرت الاختبارات توافقًا أكبر مع روايات الحزب الشيوعي الصيني، حيث سجل نموذج “R1-0528” من “ديب سيك” أعلى معدل توافق بنسبة 25.7% عند استخدام اللغة الصينية.
تصاعد المنافسة العالمية
ورغم الانتقادات، حققت النماذج الصينية تقدمًا لافتًا في سباق الانتشار؛ فقد ارتفعت تنزيلات “ديب سيك” على منصة Hugging Face بنسبة تقارب 1000% منذ يناير الماضي، كما ارتفعت تنزيلات سلسلة “كوين” من “علي بابا كلاود” بنسبة 135%، لتقترب الشركة الصينية من “ميتا” وتصبح ثاني أكبر مطور عالميًا بعد OpenAI.
مقارنة الأداء والتكلفة
أظهر التقرير أن تشغيل GPT-5-mini من “OpenAI” أقل تكلفة بنسبة 35% مقارنةً بنموذج V3.1 من ديب سيك لتحقيق أداء مماثل، استنادًا إلى أسعار واجهات برمجة التطبيقات (API).
لكن التقرير تجاهل ميزة أساسية للنماذج الصينية، إذ تتيح تشغيلها محليًا كمفتوحة المصدر، بينما تظل النماذج الأميركية مقيدة برسوم وصول عبر API مغلقة.
رسائل سياسية وأمنية
قال وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك عبر منصة “إكس” إن النتائج “تكشف خطورة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي الأجنبي”، مؤكدًا أن النماذج الصينية متأخرة في هندسة البرمجيات والأمن السيبراني.
يأتي التقرير استجابةً لخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن الذكاء الاصطناعي، التي أطلقت في يوليو الماضي لتقييم القدرات الصينية. ويعكس في الوقت نفسه رغبة واشنطن في ترسيخ ريادتها العالمية عبر تعزيز شراكاتها مع شركات رائدة مثل Anthropic و OpenAI.
