ابتكار مذهل: تقنية جديدة بالذكاء الاصطناعي تستخدم إشارات الواي فاي لتصوير الغرف بدقة مذهلة

التقنية التي تحول الإشارات إلى صور ثلاثية الأبعاد

في خطوة تكنولوجية غير مسبوقة، أعلن باحثون عن تطوير تقنية جديدة تحمل اسم LatentCSI، قادرة على تحويل إشارات “واي فاي” العادية إلى صور دقيقة تُظهر تفاصيل المساحات الداخلية مثل الجدران والأثاث وحتى حركة الأشخاص داخل الغرف.

هذه التقنية الثورية تعتمد على الذكاء الاصطناعي التوليدي، إذ يتم تدريب نموذج متقدم مسبقًا لتحليل الإشارات المنعكسة من الجدران والعناصر المحيطة، وتحويلها إلى صور واقعية تحاكي البيئة الداخلية بدقة مدهشة.

كيف تعمل تقنية LatentCSI؟

يعتمد مبدأ عمل التقنية على ارتداد إشارات “واي فاي” عن الأجسام المختلفة داخل الغرفة، مثل الجدران والأثاث وحتى الأشخاص. يقوم النظام بجمع تلك الانعكاسات وتحليلها باستخدام خوارزميات ذكاء اصطناعي متطورة، ليحوّلها إلى صورة بصرية عالية الدقة تمثل المشهد الحقيقي للغرفة.

ويُعد هذا إنجازًا كبيرًا في مجال دمج الاتصالات اللاسلكية مع الرؤية الحاسوبية، إذ تمكّن الباحثون من استخراج معلومات بصرية من إشارات كانت تُعتبر سابقًا مجرد ضوضاء لاسلكية.

مزايا التقنية الجديدة

تقدم “LatentCSI” مجموعة من المزايا التقنية التي قد تغيّر مفهوم الاستشعار والمراقبة:

  • دقة عالية جدًا: الصور الناتجة قريبة للغاية من الواقع، وتُظهر تفاصيل واضحة للأجسام والأنسجة والتكوينات داخل المكان.
  • تتبع لحظي: بفضل الطبيعة المستمرة لإشارات “واي فاي”، يمكن للنظام مراقبة التغيرات في الغرفة بشكل فوري تقريبًا، مثل تحرك الأشخاص أو تبدّل مواقع الأجسام.
  • تكامل ذكي: يمكن دمج التقنية مع أنظمة الأمن أو تطبيقات الواقع المعزز لتوفير رؤية تفصيلية في البيئات المغلقة.

قيود استخدام LatentCSI

رغم الإمكانات الكبيرة، فإن للتقنية بعض القيود التي تحد من تطبيقها على نطاق واسع في الوقت الحالي، أبرزها:

  • الحاجة إلى تدريب مسبق: لا يمكن للنظام إنتاج صور دقيقة إلا إذا كان قد تم تدريبه مسبقًا على صور حقيقية للغرفة أو بيئات مشابهة.
  • عدم الاعتماد على إشارات الراوتر العادية: إشارات الواي فاي التقليدية وحدها لا تكفي لتوليد الصور، إذ يتطلب الأمر بيانات تدريب متخصصة ونماذج ذكاء اصطناعي معدّة مسبقًا.

مخاطر تتعلق بالخصوصية والأمان

تثير التقنية الجديدة العديد من المخاوف بشأن الخصوصية، إذ يمكن من الناحية النظرية استخدامها في التجسس أو المراقبة غير المشروعة دون علم الأفراد، ما يفرض تحديات قانونية وأخلاقية كبيرة.

وحذّر خبراء الأمن السيبراني من أن القدرة على “رؤية ما وراء الجدران” من خلال الإشارات اللاسلكية قد تُستخدم بطرق تنتهك الخصوصية، ما يستدعي وضع تشريعات صارمة تنظم استخدام هذه التقنيات.

آفاق الاستخدام والتطبيقات المستقبلية

رغم أن “LatentCSI” لا تزال في طور التجارب داخل المختبرات، فإن آفاق استخدامها واسعة، وتشمل:

  • أنظمة الأمن الذكي والمراقبة المتقدمة
  • تحليل الحركة داخل المباني والمنشآت الحيوية
  • تحسين تجارب الواقع المعزز والافتراضي
  • إدارة الطاقة في المباني الذكية

ومع ذلك، يشدد الباحثون على ضرورة إيجاد توازن بين التطور التقني وحماية الخصوصية الفردية، لضمان أن تبقى هذه التكنولوجيا أداة تخدم الإنسان دون أن تشكل خطرًا على حريته أو خصوصيته.

ثورة جديدة في عالم الاستشعار

يمثل هذا الابتكار نقلة نوعية في عالم الذكاء الاصطناعي والاتصالات اللاسلكية، حيث يُظهر كيف يمكن تحويل إشارات بسيطة وغير مرئية إلى مصدر غني بالمعلومات البصرية.
إنها بداية عصر جديد تتقاطع فيه التكنولوجيا مع الإدراك البشري، لتمنح الأجهزة القدرة على رؤية ما وراء الجدران بدقة غير مسبوقة.

 

شارك هذا الخبر
إبراهيم شعبان
إبراهيم شعبان

صحفي متخصص في التكنولوجيا

المقالات: 1323

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *