يشهد قطاع الروبوتات البشرية (Humanoids) حالة من القلق والتحذير من احتمال وجود فقاعة استثمارية، وذلك بعد أن أطلق العالم الشهير ومؤسس شركة iRobot، رودني بروكس، جرس الإنذار بشأن المبالغة في التوقعات المحيطة بهذه التكنولوجيا.
المهارة اليدوية والجدوى العملية
أوضح بروكس في مقال حديث أن المليارات التي تتدفق من صناديق رأس المال المغامر نحو شركات مثل Figure قد لا تُثمر عن نتائج عملية في الأجل القريب. وعزا ذلك إلى أن الروبوتات البشرية لن تكون قادرة على اكتساب المهارة اليدوية الدقيقة التي يتميز بها الإنسان، مما يجعلها محدودة الجدوى في الواقع التطبيقي، وفقاً لموقع “TechCrunch”.
تحديات السلامة والانتشار المتأخر
لا تُعد وجهة نظر بروكس فريدة، حيث أكد خبراء ومستثمرون آخرون أن الانتشار الواسع لهذه الروبوتات لن يتحقق قبل سنوات عديدة، قد تصل إلى عقد من الزمن. ومن أبرز التحديات المطروحة:
- الجدوى الاقتصادية المحدودة: أشار فادي سعد، الشريك العام في صندوق “Cybernetix Ventures”، إلى أن السوق الحالي لا يظهر فرصاً حقيقية واسعة للروبوتات البشرية، باستثناء استخدامات محدودة كإرسالها إلى الفضاء بدلاً من رواد الفضاء.
- تحديات السلامة الجوهرية: تساءل سعد عن مخاطر عمل الروبوتات جنبًا إلى جنب مع البشر في المصانع أو المنازل، لا سيما في حالات السقوط على الأطفال أو التعرض للاختراق.
- تشابه مع “فقاعة السيارات الذاتية”: قارنت سانجا فيدلر، نائبة رئيس أبحاث الذكاء الاصطناعي في “إنفيديا”، الحماس الحالي بـ”فقاعة السيارات ذاتية القيادة” في عام 2017، التي احتاجت سنوات طويلة من التطوير دون تحقيق الانتشار الكامل المتوقع.
واتفق معها بيل دالي، كبير العلماء في “إنفيديا”، مؤكداً أن الطريق أمام الروبوتات البشرية ما زال طويلاً، رغم ضخ الشركة استثمارات كبيرة في البنية التحتية المطلوبة.
مشاكل التطبيق العملي والنموذج المستقبلي
أكد سيث وينتروث، الشريك في صندوق “Eclipse”، أن بناء روبوت قادر على الحركة الطبيعية والتحكم في عشرات المفاصل يمثل تحدياً هندسياً واقتصادياً هائلاً، وأن القطاع لا يزال في مراحله المبكرة جداً.
وكمثال على صعوبات التطبيق، أشار التقرير إلى روبوت “Optimus” من شركة تيسلا؛ فبالرغم من الإعلان عنه عام 2021، لم يتم طرحه فعلياً حتى اليوم، حيث تبين في عرض عام 2024 أن الروبوتات كانت تُدار عن بُعد من قبل البشر.
لا يستبعد الخبراء مستقبلاً للروبوتات البشرية، لكنهم يرون أنه لن يكون قريباً، وقد تتخذ الروبوتات المنتظرة أشكالاً مختلفة عن الإنسان التقليدي — مثل مركبات بعجلات أو أدوات ذكية متخصصة — بدلاً من الصورة الهوليوودية الكاملة للروبوت البشري كامل القدرات.




