اختراق أمريكي يعيد واشنطن إلى صدارة صناعة رقائق الذكاء الاصطناعي

تقنية جديدة تهدد احتكار ASML

شهد قطاع أشباه الموصلات العالمي اختراقًا نوعيًا بعد إعلان شركة Substrate الأميركية عن تطوير تقنية الطباعة بالأشعة السينية (XRL)، التي يُتوقع أن تُحدث ثورة في تصنيع الرقائق الإلكترونية.
هذه التقنية قد تُنهي هيمنة الشركة الهولندية ASML على سوق أجهزة الطباعة الضوئية بالأشعة فوق البنفسجية القصوى (EUV)، والتي تُستخدم حاليًا لإنتاج المعالجات المتقدمة بدقة تصل إلى 2 نانومتر.
تعتمد فكرة التقنية الجديدة على تسريع الجسيمات دون الذرية مثل الإلكترونات والبروتونات إلى سرعات تقترب من سرعة الضوء، لإنتاج ضوء سيني أقوى بمليارات المرات من ضوء الشمس، ما يسمح بطباعة دوائر أكثر دقة على الرقائق.

خفض كبير في تكاليف التصنيع

من أبرز مميزات ابتكار Substrate هو تقليل التكلفة الهائلة لتصنيع الرقائق المتقدمة.
فبينما تُقدّر كلفة الجهاز الواحد من معدات EUV بحوالي 200 إلى 380 مليون دولار، تشير الشركة الأميركية إلى أن تقنيتها الجديدة ستخفض تكلفة إنتاج الرقاقة الواحدة إلى 10 آلاف دولار فقط، مقارنةً بـ 100 ألف دولار باستخدام التقنيات الحالية.
ويرى خبراء الصناعة أن هذا التطور قد يغيّر قواعد اللعبة في سوق الرقائق العالمي، ويعيد القدرة التنافسية إلى الشركات الأميركية بعد سنوات من الاعتماد على تايوان وكوريا الجنوبية.

تمديد صلاحية قانون مور

تؤكد Substrate أن تقنيتها الجديدة ستمكّن من تصنيع رقائق بدقة 2 نانومتر أو أقل مع دقة طباعة غير مسبوقة، ما يُعيد إحياء قانون مور الذي ينص على تضاعف عدد الترانزستورات في كل شريحة كل عامين تقريبًا.
وبحسب الشركة، فإن هذه النقلة النوعية في دقة التصميم وتكلفة التشغيل ستمكّن الصناعة من تجاوز حدود الفيزياء والتكلفة التي كادت توقف مسيرة التطور التكنولوجي في الرقائق الدقيقة.

إعادة رسم خريطة صناعة الرقائق العالمية

تشير التقديرات إلى أن تكلفة بناء مصانع الرقائق تضاعفت خمس مرات منذ عام 2010، إذ ارتفعت من 5 مليارات دولار إلى أكثر من 25 مليار دولار حاليًا، ومن المتوقع أن تصل إلى 50 مليار دولار بحلول عام 2030.
في هذا السياق، ترى Substrate أن تقنيتها تمثل حلاً استراتيجيًا لتقليل هذه النفقات وتحسين كفاءة الإنتاج، مما يمنح الشركات الأميركية ميزة تنافسية أمام آسيا.

عودة الريادة الأمريكية

تقول الشركة إن ابتكارها يمثل خطة واضحة لإعادة الولايات المتحدة إلى صدارة صناعة الرقائق الدقيقة، بعد سنوات من التفوق الآسيوي، خصوصًا من جانب تايوان وكوريا الجنوبية.
وإذا نجحت الشركة في تحقيق وعودها، فسيشهد العالم ثورة جديدة في صناعة الشرائح الإلكترونية، تمهد لجيل أكثر تقدمًا من الأجهزة الذكية والحواسيب الفائقة والسيارات ذاتية القيادة — وكلها تعتمد على قلب الصناعة: الترانزستور.

شارك هذا الخبر
إبراهيم شعبان
إبراهيم شعبان

صحفي متخصص في التكنولوجيا

المقالات: 1318

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *