الذكاء الاصطناعي وتطبيقات الصحة النفسية: لا بديل عن الرعاية المهنية

أشارت الجمعية الأمريكية لعلم النفس (APA) في نشرتها الإرشادية الأخيرة، إلى أن الذكاء الاصطناعي وتطبيقات العافية لا توفر حلاً كاملاً لأزمة الصحة النفسية، محذرة من الاعتماد عليها بدلًا من الرعاية المهنية. المصدر: American Psychological Association، 13 نوفمبر 2025.

وتشير الأدلة الحديثة إلى أن الناس يلجأون بشكل متزايد إلى روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي وتطبيقات العافية للحصول على دعم نفسي، لكنها تفتقر إلى الأسس العلمية والتنظيمية الضرورية لضمان سلامة المستخدمين.

أهمية التقييم العلمي والتنظيمي للتقنيات النفسية الرقمية

تستهدف هذه الأدوات المستخدمين الذين يبحثون عن نصائح أو علاج نفسي، رغم أنها لم تُصمم بالضرورة لهذا الغرض. ميزة هذه الأدوات تكمن في سهولة الوصول إليها وتكلفتها المنخفضة، ما يجعلها خيارًا مغريًا لمن يواجهون صعوبة في الحصول على رعاية من مختصين مرخصين.

يؤكد آرثر إيه. إيفانز الابن، الرئيس التنفيذي للجمعية الأمريكية لعلم النفس، على أن “الأزمة النفسية الحالية تتطلب حلولًا نظامية، وليس مجرد حلول تقنية مؤقتة”، مشددًا على أن قدرة روبوتات الدردشة على توجيه الأشخاص في حالات الأزمات محدودة وغير متوقعة.

توصيات الجمعية الأمريكية لعلم النفس لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الصحة النفسية

  1. عدم الاعتماد على الروبوتات وتطبيقات العافية كبديل عن المختصين
    يجب ألا تُستبدل الرعاية المهنية المؤهلة بالأدوات الرقمية غير المنظمة.
  2. تجنب الاعتماد العاطفي غير الصحي
    ينبغي منع تشكل علاقات اعتماد غير صحية بين المستخدمين وهذه التقنيات.
  3. حماية الفئات الضعيفة
    من الضروري وضع ضوابط خاصة للأطفال والمراهقين والفئات المعرضة للخطر.
  4. إجراء تقييم علمي شامل
    يجب أن تخضع أدوات الذكاء الاصطناعي لتجارب سريرية عشوائية ودراسات طويلة الأمد لتحديد فعاليتها وسلامتها.

الحاجة إلى تحديث اللوائح والتدريب المهني

دعت الجمعية إلى تحديث القوانين، وإنشاء معايير قائمة على الأدلة لكل نوع من الأدوات الرقمية، ومعالجة الثغرات في إشراف إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، ومنع روبوتات الذكاء الاصطناعي من الادعاء بأنها مختصون مرخصون. كما شددت على ضرورة تشريع حماية بيانات المستخدمين واعتماد إعدادات “آمنة بشكل افتراضي”.

وأكدت الجمعية على أهمية تدريب الأطباء النفسيين والممارسين الصحيين على الذكاء الاصطناعي، والوعي بالتحيزات المحتملة، وحماية خصوصية البيانات، والاستخدام المسؤول للأدوات الرقمية ضمن الممارسة المهنية.

 الذكاء الاصطناعي أداة مساعدة وليست بديلًا

يشدد إيفانز على أن “الذكاء الاصطناعي سيكون له دور حيوي في مستقبل الرعاية الصحية، لكنه لن يحقق هذا الهدف ما لم نواجه التحديات الطويلة الأمد في الصحة النفسية”. وبالتالي، يجب دفع إصلاحات نظامية لضمان توفير رعاية أكثر تكلفة ومعقولة وسرعة، مع دعم المهنيين البشريين بدلًا من استبدالهم بالتقنيات الرقمية، وذلك وفق تقرير الجمعية الأمريكية لعلم النفس.

 

شارك هذا الخبر
يوسف إبراهيم
يوسف إبراهيم
المقالات: 883

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *