نهاية الموجة الأولى من الذكاء الاصطناعي
مع اقتراب عام 2025 من نهايته، تتضح ملامح انتهاء الموجة الأولى الكبرى للذكاء الاصطناعي، والتي شهدت إطلاق نماذج لغوية متقدمة مثل GPT-5 من «أوبن إيه آي»، و«جيميناي» من «غوغل»، و«كوبايلوت» من «مايكروسوفت».
ورغم الانتشار الواسع لاعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي في الشركات الكبرى، إلا أن معظم المؤسسات لم تحقق نتائج تحويلية حقيقية. فبحسب تقرير لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، لم تتمكن 95% من الشركات من تحقيق عائد ملموس من مشاريع الذكاء الاصطناعي، ما يؤكد أن الزيادة في الإنتاجية لم ترتقِ إلى مستوى الاستثمار المطلوب.
تباطؤ المشاريع الضخمة.. وصعود الأتمتة الصغيرة ذات القيمة الثابتة
تشهد العديد من مشاريع الذكاء الاصطناعي التي وُصفت سابقًا بأنها «ثورية» تباطؤًا واضحًا، بعدما أدركت المؤسسات أن الأتمتة الصغيرة والمتخصصة تحقق نتائج أكثر واقعية. ومن المتوقع أن تكشف التقارير المالية المقبلة عن ملامح الرابحين والخاسرين، مع تصحيح التقييمات المتضخمة والمشاريع غير المستدامة. وذلك وفق مقال رأي نشره كارل كرواثر في “ارم بيزنس”.
فرصة ثانية عبر الذكاء الاصطناعي الوكيل
ويدخل الذكاء الاصطناعي الوكيل إلى الساحة كمرحلة جديدة تمنح الشركات فرصة إعادة بناء استراتيجياتها. ورغم أن 69% من شركات الشرق الأوسط تخطط لزيادة استثماراتها في الذكاء الاصطناعي، إلا أن المرحلة المقبلة تتطلب استراتيجيات أكثر نضجًا، تعتمد على:
- التركيز على المشكلات الحقيقية
- الدمج بين الذكاء الاصطناعي والأتمتة والتحليلات
- تطوير أنظمة حوكمة فعالة
- تبني أدوات تحقق نتائج قابلة للقياس
عام 2026.. مرحلة إعادة تقييم حاسمة
سيشهد عام 2026 مراجعة شاملة لمبادرات الذكاء الاصطناعي داخل المؤسسات. فالكثير من فرق الذكاء الاصطناعي الداخلية واجهت صعوبة في التوسع وتحقيق نتائج مؤثرة، ما سيدفع الشركات إلى تعزيز الشراكات مع الموردين والتوجّه نحو الدمج الحقيقي للذكاء الاصطناعي في سير العمل بدل الاكتفاء بالتجارب المعزولة. وذلك بحسب كارل كرواثر.
هوية الذكاء الاصطناعي الوكيل
ملامح غير واضحة للجيل الجديد من الذكاء الاصطناعي
من المتوقع أن يسيطر الذكاء الاصطناعي الوكيل على مشهد 2026، لكن من دون توافق حول تعريفه الدقيق. ورغم دروس الجيل الأول، ستكرر العديد من المؤسسات أخطاء التسرع في تبنّي تقنيات جديدة من دون أهداف واضحة أو قواعد حوكمة صارمة.
التأثير الحقيقي خلف الكواليس
القيمة الأكبر للذكاء الاصطناعي الوكيل ستظهر في تحسين كفاءة القطاعات الحيوية بشكل غير ظاهر، من خلال دمجه مع فهم عميق لمسارات الأعمال والبنية التحتية التشغيلية.
وينتهي تدريجيًا الاعتقاد بأن نظامًا واحدًا قادر على إدارة كل العمليات، إذ سيعزز الذكاء الاصطناعي القادم دور البشر بدل أن يحل محلهم.
تعريفات متنافسة.. وسباق العلامات التجارية
ستتعدد التعريفات المتنافسة لمفهوم الذكاء الاصطناعي الوكيل، بعضها يفتقر للدقة، مع سعي الشركات لإعادة صياغة منتجاتها بما يتماشى مع هذا التوجه. وفي المقابل، ستبرز مشاريع متميزة تُظهر قدرات اتخاذ القرار الحقيقي والمستقل.
انتشار فرق الذكاء الاصطناعي المتخصصة في 2026
مع حلول 2026، ستعتمد المؤسسات على فرق ذكاء اصطناعي متخصصة صغيرة، تركّز على تطبيقات مستهدفة ذات قيمة عالية مثل الذكاء الاصطناعي الوكيل وأنظمة الذكاء المركّبة، بدلًا من عمليات النشر الواسعة غير الدقيقة.
تعاون بين خبراء الأعمال والبيانات وتكنولوجيا المعلومات
ستتعاون فرق العمليات والتحليل والـ IT لتشكيل وحدات متعددة الوظائف، ما يضمن فهمًا عمليًا يوجّه تطوير التطبيقات وتنفيذها. وستصبح القدرة على استجواب نماذج الذكاء الاصطناعي واستخدامها مهارة أساسية لجميع الموظفين.
دور متزايد في اتخاذ القرار
تشير أبحاث «ألتيريكس» إلى أن 94% من محللي البيانات ساهموا في دعم القرارات الاستراتيجية خلال العام الماضي، وهو ما يعزز دور هذه الفرق في بناء تطبيقات قادرة على إحداث تحول عملي، مدعومة بمبادرات عربية مثل «مليون مبرمج في الذكاء الاصطناعي» في الإمارات. بحسب المقال في “ارم بيزنس”.
النظر إلى المستقبل.. نحو عصر الذكاء الاصطناعي الوكيل
مرحلة جديدة من المنافسة العالمية
تتجه المؤسسات نحو تعزيز البنية التحتية والتحول من التجارب إلى التنفيذ الفعلي. وفي أسواق قوية مثل الإمارات، المتوقع أن يضيف الذكاء الاصطناعي أكثر من 100 مليار دولار للناتج المحلي بحلول 2030، سيعتمد النجاح على:
- التنفيذ المنضبط
- حالات الاستخدام القابلة للقياس
- فرق الذكاء الاصطناعي المتخصصة
- بناء ميزة اقتصادية مستدامة عبر الأتمتة الذكية




