سباق البنية التحتية: “جوجل” تحت ضغط هائل لتلبية جنون الذكاء الاصطناعي

يواجه عملاق التكنولوجيا “جوجل” ضغطًا غير مسبوق لتلبية الطلب المتزايد على خدمات الذكاء الاصطناعي، وهو ما يتطلب استثمارات ضخمة وتسارعًا في بناء البنية التحتية. وقد أبلغت الشركة موظفيها بضرورة مضاعفة القدرة الاستيعابية لخدمات الذكاء الاصطناعي كل ستة أشهر، سعيًا للوصول إلى زيادة قدرها ألف ضعف خلال السنوات القليلة المقبلة.

 المنافسة ترتفع: معركة البنية التحتية والإنفاق الرأسمالي

أكد أمين فهدات، نائب رئيس “جوجل كلاود”، في اجتماع داخلي للموظفين، أن “المنافسة في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي هي الجزء الأهم والأكثر تكلفةً في سباق الذكاء الاصطناعي”.

زيادة الإنفاق: جاء هذا التأكيد بعد إعلان “ألفابت” (الشركة الأم لجوجل) عن رفع توقعاتها للنفقات الرأسمالية للمرة الثانية هذا العام، لتتراوح بين 91 و93 مليار دولار، مع توقع “زيادة كبيرة” أخرى في عام 2026.

جنون الإنفاق الجماعي: تتوقع شركات الحوسبة السحابية العملاقة الأخرى (مثل مايكروسوفت وأمازون وميتا) إنفاق أكثر من 380 مليار دولار مجتمعة هذا العام، مما يوضح حجم المنافسة الهائلة.

الهدف ليس تجاوز الإنفاق: شدد فهدات على أن هدف جوجل ليس بالضرورة تجاوز المنافسين في حجم الإنفاق، بل توفير بنية تحتية “أكثر موثوقية، وأكثر أداءً وأكثر قابلية للتوسع” مقارنة بأي مكان آخر.

 الكفاءة والابتكار: استراتيجية “جوجل” لتخفيف الضغط

لمواجهة هذا الضغط الهائل، لا تعتمد “جوجل” فقط على البناء التقليدي للبنية التحتية، بل تتبنى استراتيجية مزدوجة تركز على الابتكار والكفاءة:

المعالجات المصممة خصيصًا (TPU): تعتمد جوجل على معالجات “تنسور” (Tensor) الخاصة بها. وقد أعلنت مؤخرًا عن الإطلاق الرسمي لوحدة معالجة “تنسور” من الجيل السابع، المسماة “Ironwood”، التي تدعي الشركة أنها أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة بنحو 30 مرة من الجيل الأول.

نماذج أكثر كفاءة: تعمل الشركة على تعزيز قدرتها الاستيعابية من خلال تطوير نماذج ذكاء اصطناعي تتطلب طاقة وحوسبة أقل.

ميزة “ديب مايند”: أشار فهدات إلى أن وجود مختبر “ديب مايند” (DeepMind) يمنح غوغل ميزة كبيرة، حيث يساهم في أبحاث حول الشكل المستقبلي لنماذج الذكاء الاصطناعي.

 “ألف ضعف بنفس التكلفة”: التحدي المستقبلي

يواجه مهندسو “جوجل” مهمة معقدة لتمكين الشركة من توفير “قدرة، وحوسبة، وشبكات تخزين أكبر بألف مرة بالتكلفة نفسها تقريبًا وبشكل متزايد، وبالطاقة نفسها”.

واختتم سوندار بيتشاي، الرئيس التنفيذي لشركة “ألفابت”، الاجتماع محذرًا الموظفين من أن عام 2026 سيكون عامًا “محتدمًا”، في إشارة مباشرة إلى شدة المنافسة والضغط المتواصل لتلبية الطلب على القدرات الحسابية السحابية.

شارك هذا الخبر
إبراهيم مصطفى
إبراهيم مصطفى
المقالات: 967

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *