يدخل الشباب عالم العمل في لحظة حاسمة تتزامن مع بدء الذكاء الاصطناعي في إحداث تحول جذري في الصناعات المختلفة. مع كل هذا التحول، يأتي الحماس والقلق.
الذكاء الاصطناعي، يمكن أن يجعل العمل أسرع وأكثر كفاءة، لكنه يعيد أيضًا تشكيل سوق العمل بطرق غير متوقعة.
الفرص والإلحاح
تشير أبحاث شركة برايس ووترهاوس كوبرز إلى أن القطاعات التي تتبنى الذكاء الاصطناعي بسرعة، مثل الخدمات المهنية والمالية والتكنولوجيا، تحقق نموًا في الإنتاجية أسرع بخمس مرات من القطاعات الأخرى.
ويمكن للعمال الذين يتمتعون بمهارات الذكاء الاصطناعي الحصول على علاوات تصل إلى 25%.
ويشير هذا بوضوح إلى أن الذكاء الاصطناعي يحدث ثورة في سوق العمل، ما يفتح فرصًا هائلة للشباب الذين يتعلمون كيفية تسخيره.
المهارات المطلوبة في عصر الذكاء الاصطناعي
وفقًا لمقياس وظائف الذكاء الاصطناعي لعام 2024 الصادر عن برايس ووترهاوس كوبرز، فإن المهارات التي يبحث عنها أصحاب العمل تتغير بسرعة بنسبة 25% في المهن التي تتضمن الذكاء الاصطناعي. 69% من الرؤساء التنفيذيين في جميع الصناعات يعتقدون أن الذكاء الاصطناعي سيتطلب من معظم القوى العاملة تطوير مهارات جديدة. السباق مستمر، والشباب بحاجة إلى الانضمام إليه.
التكيف مع التغيير
ويشير استطلاع برايس ووترهاوس كوبرز لآمال ومخاوف القوى العاملة العالمية لعام 2024 إلى أن معظم الشباب (ما يقرب من الثلثين) يشعرون بالتفاؤل بشأن التغييرات التي يجلبها الذكاء الاصطناعي. 70% من المشاركين يرون أن تقنيات الذكاء الاصطناعي توفر فرصًا لتعلم مهارات جديدة وتحسين جودة عملهم.
معالجة المخاوف والاحتفاظ بالمواهب
على الرغم من التفاؤل، يشعر 55% من الموظفين الشباب بالقلق بشأن أمنهم الوظيفي.
وتحتاج المؤسسات إلى معالجة هذه المخاوف من خلال الشفافية عند تنفيذ أي تغييرات كبيرة، خاصة المتعلقة بالذكاء الاصطناعي. يمكن أن يساعد دمج التعلم الذي يقوده الموظفون في تخفيف المخاوف وترسيخ التغيير بنجاح.
أهمية التعلم المستمر
يقول 39% من العمال الشباب في استطلاع برايس ووترهاوس كوبرز إنهم من المحتمل أن يتركوا وظائفهم خلال الـ 12 شهرًا المقبلة، مشيرين إلى أن فرص تعلم مهارات جديدة هي عامل رئيسي في قرارهم.
تقديم مبادرات التعلم المستمر يمكن أن يساعد في الاحتفاظ بالعمال الشباب وتزويدهم بالمهارات اللازمة للنجاح في عصر الذكاء الاصطناعي.
التوظيف بالمهارات أولاً
إحدى الاستراتيجيات الناجحة هي نهج التوظيف الذي يركز على المهارات أولاً، حيث يتم توظيف الأشخاص بناءً على قدراتهم بدلاً من مؤهلاتهم الرسمية أو تاريخ عملهم. هذا النهج يمكن أن يحقق قدرًا أكبر من المرونة في التوظيف ويفتح أبواب العمالة ذات القيمة العالية للشباب الموهوبين.
خلاصة
وتشير الأبحاث، إلى أن الشباب متحمسون لتعلم مهارات جديدة واحتضان التقنيات الحديثة. يجب على أصحاب العمل والمجتمع مساعدتهم على اغتنام هذه الفرصة من خلال توفير بيئات تعليمية محفزة ودعم التطوير المهني المستمر. التوظيف بالمهارات أولاً هو خطوة ممتازة في هذا الاتجاه، مما يساعد على بناء قوى عاملة قادرة على التكيف والازدهار في عصر الذكاء الاصطناعي.