بدأ توظيف الذكاء الاصطناعي في الألعاب منذ سنوات طويلة، ولقد رأينا هذه الحقيقة بأعيننا في ألعاب كلاسيكية مثل “Pac-Man” حيث تتحكم الخوارزميات البسيطة في سلوك الشخصيات غير القابلة للعب (NPCs). اليوم، وصلت استخدامات الذكاء الاصطناعي في الألعاب إلى مراحل غير مسبوقة. فما هي هذه الاستخدامات بالضبط؟
تطوير الشخصيات غير القابلة للعب (NPCs)
أحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في تصرفات الشخصيات غير القابلة للعب (NPCs). لم تعد مجرد شخصيات مبرمجة لتتفاعل مع اللاعبين بطرق غبية وغير منطقية، بل أصبحت تتكيف مع المواقف المختلفة وتتعلم من تصرفات وسلوكيات اللاعبين، مما جعل أفعالها تبدو طبيعية وأضاف لها طبقات من العمق، وفق ما نشره موقع gamesmix.
أنواع الشخصيات غير القابلة للعب
– **شخصيات الـ NPC المسيرة (Deterministic NPC)**: تتبع خوارزميات محددة وصارمة، وتكون محدودة في التفاعل. أمثلة: شخصيات سلسلة GTA ومخلوقات Goombas في Super Mario.
– **شخصيات الـ NPC المخيرة (Nondeterministic NPC)**: أكثر تطورًا وعشوائية ولا تتبع خوارزميات محددة. أمثلة: الأعداء في لعبة Cuphead.
– **شخصيات الـ NPC التوليدية (Generative NPC)**: تعمل بالشبكات العصبية، ويمكنها الخروج عن المألوف من حيث تأليف نص جديد أو فعل أشياء غير متوقعة. لم يتم تطبيقها بشكل كامل على الشخصيات بعد، ولكنها مستخدمة في إنشاء البيئات في لعبة “Microsoft Flight Simulator”.
توليد المحتوى الإجرائي (PCG)
تعد تقنية توليد المحتوى الإجرائي ثورية بمعنى الكلمة حيث تغني المطورين عن تطوير الألعاب يدويًا وتجعلهم يعتمدون على الخوارزميات المصممة بمعايير محددة مسبقًا. هذه التقنية تجعل الألعاب قابلة للإعادة بشكل لانهائي وتوفر للاعبين عدد لا حصر له من السيناريوهات.
الصعوبة التكيفية
تقنية الصعوبة التكيفية تُغير مستوى الصعوبة في الوقت الفعلي، استنادًا إلى أداء اللاعب. مثال: لعبة Resident Evil 4، حيث تزيد اللعبة من مستوى الصعوبة بناءً على أداء اللاعب وتقللها إذا كان يعاني في مرحلة معينة.
تحسين الرسوميات
يساهم الذكاء الاصطناعي في تحسين الرسوميات بشكل كبير، حيث تساعد تقنيات مثل تتبع الأشعة (Ray Tracing) على إنشاء مشاهد مفصلة وواقعية داخل الألعاب. تقنيات إنفيديا تعتمد على الشبكات العصبية والتعلم الآلي لإذابة الفوارق بين الواقع وما نراه على الشاشة.
أنظمة مكافحة الغش
باستخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي، يمكن تحليل سلوكيات اللاعبين واكتشاف الأنماط غير الاعتيادية، مثل اختراق الحوائط، وتطوير طرق جديدة لمكافحة الغش. على الرغم من إمكانية وجود بعض الأخطاء، إلا أن الفوائد تفوق السلبيات بكثير.
التأكد من جودة الألعاب
الذكاء الاصطناعي يمكنه رفع جودة الألعاب إلى مستويات غير مسبوقة من خلال التقاط المشاكل الفنية وتصحيحها قبل إصدار الألعاب بشكل كامل، مما يؤدي إلى تجارب مرضية ويوفر على الشركات المال والمجهود.
تخصيص المحتوى
يمكن للذكاء الاصطناعي تخصيص الألعاب بشكل يتوافق مع اهتمامات اللاعبين، مما يجعل تجربة اللعب فريدة لكل لاعب استنادًا إلى سلوكياته وتفضيلاته. كل لاعب سيحظى بتجربته الخاصة، مما يزيد من متعة اللعبة.