الصحة الرقمية والذكاء الاصطناعي: الحدود الجديدة للرعاية الصحية

تُعنى الصحة الرقمية بمجموعة متنوعة من التقنيات والممارسات التي تهدف إلى تحسين الصحة والرفاهية، مستفيدة من التكنولوجيا لتعزيز تقديم الرعاية الصحية. تشمل الصحة الرقمية التطبيقات، الأجهزة القابلة للارتداء، والمنصات عبر الإنترنت، وتهدف إلى جعل الطب أكثر تخصيصًا ودقة.

تأثير الصحة الرقمية

تُعتبر الأجهزة الذكية مثل أجهزة تتبع الخطوات، أجهزة قياس ضغط الدم، وأجهزة قياس الجلوكوز من الأدوات الرئيسية في الصحة الرقمية، حيث توفر بيانات في الوقت الحقيقي وتمكن المستخدمين من مراقبة صحتهم بشكل أفضل. كما تسهم الصحة الرقمية في سد الفجوات الجغرافية، مما يجعل الرعاية الصحية متاحة في المناطق النائية. كما تُساعد في تبسيط العمليات، تقليل الأعمال الورقية، وتحسين التواصل بين المرضى ومقدمي الخدمات.

دور الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي (AI) هو عنصر بارز في مجال الصحة الرقمية، ويشير إلى نماذج وبرامج الكمبيوتر التي تحاكي الذكاء البشري لأداء مهام معرفية مثل حل المشكلات المعقدة. لم يكن الذكاء الاصطناعي مفهومًا جديدًا في الرعاية الصحية؛ فقد تم استخدامه لأول مرة في السبعينيات في تطبيقات مثل برنامج MYCIN الذي ساعد في تحديد التهابات الدم.

التقدم في استخدام الذكاء الاصطناعي

على مدار السنوات الأخيرة، حقق الذكاء الاصطناعي تقدمًا كبيرًا في تشخيص وعلاج المرضى. يمكن للذكاء الاصطناعي الآن تحديد الأنماط في تصوير الثدي بالأشعة السينية للمساعدة في تشخيص سرطان الثدي، ويقترح توصيات علاجية بناءً على بيانات المريض الفردية. كما يُساهم الذكاء الاصطناعي في تسريع اكتشاف الأدوية من خلال تحليل مجموعات البيانات الكبيرة، ويساعد الروبوتات الجراحية في تعزيز الدقة وتقليل الأخطاء خلال الإجراءات الجراحية، وفق ما نشره pontevedrarecorder.

بالإضافة إلى ذلك، يعمل الذكاء الاصطناعي على أتمتة المهام الإدارية مثل جدولة المواعيد وإعداد الفواتير، ويُحسن الكفاءة في إدارة سجلات المرضى. يمكن للذكاء الاصطناعي أيضًا تسهيل الاستشارات عن بُعد، مراقبة الحالات المزمنة، وتقديم المشورة الصحية الشخصية عبر الخدمات الصحية عن بُعد.

ندوة الصحة الرقمية والذكاء الاصطناعي

ستنظم مؤسسة الأمم المتحدة هذا الخريف ندوة سنوية بعنوان “الطب الشخصي باستخدام الصحة الرقمية والذكاء الاصطناعي”. ستعقد الندوة في الفترة من 9 إلى 10 أكتوبر 2024 في مركز جامعة آدم هربرت بالحرم الجامعي التابع لمؤسسة الأمم المتحدة. سيتناول أكثر من 30 خبيرًا في الصحة الرقمية والذكاء الاصطناعي التطبيقات المحتملة لهذه التقنيات الجديدة في تحسين الرعاية الصحية.

الخاتمة

تواصل الصحة الرقمية، والذكاء الاصطناعي تغيير مشهد الرعاية الصحية من خلال تحسين النتائج، خفض التكاليف، وتعزيز تجارب المرضى. إن الاستخدام الأمثل للذكاء الاصطناعي سيسمح بتخصيص الأتمتة بشكل فعال وتوفير الوقت للمهنيين لتقديم رعاية شخصية استثنائية.

شارك هذا الخبر
إبراهيم شعبان
إبراهيم شعبان

صحفي متخصص في التكنولوجيا

المقالات: 128

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *