كيف يغير الذكاء الاصطناعي النشر العلمي

في الآونة الأخيرة، شهدت صناعة النشر الأكاديمي موجة من النصوص والصور التي أنشأها الذكاء الاصطناعي، مما أثار قلقاً كبيراً بين الخبراء. تشمل هذه الموجة أمثلة مثل الرسم البياني لفأر بأعضاء تناسلية ضخمة غير معقولة، وصور أخرى لأرجل بشرية تحتوي على عدد مفرط من العظام. على الرغم من أن هذه الأمثلة قد تكون نادرة، فإنها تسلط الضوء على التحديات الجديدة التي يواجهها النشر العلمي بسبب استخدام الذكاء الاصطناعي، وفق ما نشره thejakartapost.

استخدام الذكاء الاصطناعي في النشر العلمي

تمثل برامج الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT ثورة في كيفية تقديم الباحثين لنتائجهم. ولكن، هذا التقدم التكنولوجي لم يخلُ من المشاكل. على سبيل المثال، تم نشر دراسة تحتوي على نصوص توليدها الذكاء الاصطناعي والتي كانت غير ملائمة لموضوع الدراسة، مما أدى إلى سحب الدراسة لاحقاً. كذلك، تم سحب دراسة أخرى بسبب رسم بياني غير دقيق تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي.

تزايد الأبحاث المشكوك فيها

تزايد استخدام الذكاء الاصطناعي في كتابة الأوراق البحثية قد يكون له آثار سلبية، بما في ذلك ظهور “مصانع الأوراق”، التي تنتج كميات هائلة من الأوراق ذات الجودة الرديئة أو المزورة. وفقاً للباحثة إليزابيث بيك، يُعتقد أن حوالي 2% من الدراسات يتم نشرها من قبل هذه المصانع، ولكن المعدل قد يرتفع بسبب استخدام الذكاء الاصطناعي.

التأثير على النشر الأكاديمي

أحد أبرز الأمثلة على تأثير الذكاء الاصطناعي هو الزيادة الكبيرة في عدد الأوراق البحثية المسحوبة. في العام الماضي، سُحبت أكثر من 13 ألف ورقة بحثية، وهو رقم قياسي. الشركات الكبرى مثل Wiley، التي اشترت الناشر المضطرب Hindawi، شهدت أيضًا زيادة في عدد الأوراق المرفوضة، حيث تم سحب أكثر من 11300 ورقة بحثية تتعلق بمشاكل خاصة بـ Hindawi.

الضغوط الأكاديمية وتأثيرها

الضغط على الباحثين للنشر بشكل مستمر ليثبتوا جدارتهم أكاديمياً يؤدي إلى استخدام أدوات مثل ChatGPT لتسريع عملية الكتابة والترجمة. بينما يمكن أن تكون هذه الأدوات مفيدة، فإن سوء استخدامها قد يؤدي إلى مشاكل مثل الأخطاء والتزوير، مما يمكن أن يقلل من ثقة المجتمع في البحث العلمي.

الحلول والتوجهات المستقبلية

يعمل بعض الناشرين على معالجة هذه المشكلة من خلال إنشاء خدمات للكشف عن سوء استخدام الذكاء الاصطناعي. على سبيل المثال، Wiley قدمت “خدمة الكشف عن مصانع الورق” مدعومة بالذكاء الاصطناعي. كما تركز الجهات الأكاديمية على تحسين المراجعة والتأكد من أن المواد المقدمة تتوافق مع معايير البحث العلمي.

خاتمة

بينما يمثل الذكاء الاصطناعي أداة قوية قد تعزز من كفاءة النشر العلمي، إلا أن التحديات المرتبطة به تتطلب اهتمامًا جادًا. من المهم أن تستمر الأوساط الأكاديمية في التحقق من جودة الأبحاث وضمان الالتزام بأعلى معايير الأمانة العلمية لضمان سلامة البحث العلمي.

 

شارك هذا الخبر
إبراهيم شعبان
إبراهيم شعبان

صحفي متخصص في التكنولوجيا

المقالات: 239

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *