تحليل التوزيع الجغرافي والجنسي في أبحاث الذكاء الاصطناعي
أظهرت دراسة جديدة، أن تطبيق الذكاء الاصطناعي (AI) في مجال الطب، رغم تقدمه الكبير، لا يزال يواجه تحديات كبيرة تتعلق بالتباين في الدراسات السريرية. هذه الدراسة، التي شملت تحليلًا لـ 159 دراسة سريرية مدعمة بالذكاء الاصطناعي، تسلط الضوء على فوارق كبيرة في التوزيع الجغرافي والجنسي، مما يؤثر على العدالة الصحية العالمية، وفق ما نشره nature.
توزيع جغرافي غير متوازن
أجريت معظم الدراسات في أمريكا الشمالية وأوروبا وشرق آسيا، مع تصدر الولايات المتحدة (44 دراسة) والصين (43 دراسة). من بين هذه الدراسات، 74% أجريت في البلدان ذات الدخل المرتفع، بينما فقط 1.7% أجريت في البلدان ذات الدخل المنخفض. تشير هذه النسب إلى أن البحث والتطوير في الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية يتركز بشكل كبير في البلدان المتقدمة، مما يحد من الفوائد المحتملة للدول ذات الدخل المنخفض.
فوارق بين الجنسين في الدراسات السريرية
أظهرت الدراسة أن 146 من الدراسات السريرية قدمت معلومات عن الجنس، ولكن فقط 2.1% منها أظهرت توازنًا بين الذكور والإناث. في 10.3% من الدراسات، كان هناك تفاوت كبير بين الجنسين، بينما أظهرت 36.3% تفاوتًا معتدلاً. تميل الدراسات ذات التفاوت الكبير إلى أن تكون مهيمنة على جنس معين بناءً على طبيعة المرض، مثل الدراسات المتعلقة بانقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم التي كانت أغلبها ذكورية.
أهمية التوازن والتمثيل المتنوع
تشير النتائج، إلى ضرورة تحسين التنوع الجغرافي والجنسي في الأبحاث السريرية المدعمة بالذكاء الاصطناعي. من الضروري إشراك مجموعة متنوعة من الباحثين والموضوعات المتوازنة بين الجنسين لضمان تطبيق فعال وعادل لتقنيات الذكاء الاصطناعي في أنظمة الرعاية الصحية المتنوعة. بالإضافة إلى ذلك، يجب تشجيع الدراسات الدولية متعددة المراكز، خاصة في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، لضمان استفادة جميع المناطق من الابتكارات في الذكاء الاصطناعي.
ختامًا
تسلط هذه الدراسة، الضوء على أهمية تحقيق العدالة الصحية من خلال تحسين التوازن الجغرافي والجنسي في الدراسات السريرية المدعمة بالذكاء الاصطناعي. إن السعي لتحقيق شمولية أكبر في البحث والتطوير سيضع أساسًا متينًا لتطبيق الذكاء الاصطناعي بطرق تعود بالنفع على جميع مناطق العالم، مما يعزز التنمية المستدامة في مجال الرعاية الصحية.