في إطار جهود جديدة لتحليل البيانات الفلكية، طوّر باحثون من جامعة تكساس تقنية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لاكتشاف الأقزام البيضاء “الملوثة” التي تلتهم الكواكب. يأتي هذا التطور بعد التقرير الذي نشرناه حول كيفية استفادة الأدوات الفلكية من الذكاء الاصطناعي، والذي يشير إلى أن البيانات الفلكية الكبيرة تمثل فرصة مثالية لتطبيق هذه التكنولوجيا، وفق ما نشره universetoday.
الأقزام البيضاء الملوثة: كيف تعمل؟
الأقزام البيضاء هي المرحلة النهائية للنجوم الصغيرة التي لا يمكن أن تتحول إلى مستعر أعظم. بعد مرحلة العملاق الأحمر، ستتحول شمسنا إلى قزم أبيض بعد بضعة مليارات من السنين. عادةً، تحتوي الأقزام البيضاء على الهيدروجين والهيليوم فقط في غلافها الجوي العلوي. لكن في بعض الأحيان، تجذب هذه الأقزام البيضاء كواكب من نظامها الشمسي، مما يؤدي إلى تمزيق الكوكب وامتصاص المواد الداخلية له، مما يجعل النجم “ملوثاً” بالمعادن الثقيلة التي كانت موجودة في الكوكب.
تطوير خوارزمية الذكاء الاصطناعي
في محاولة للعثور على هذه الأقزام البيضاء الملوثة، قام فريق الباحثين من جامعة تكساس بتطوير خوارزمية تعتمد على تقنية الذكاء الاصطناعي تُعرف بـ “التعلم المتشعب”. قامت الخوارزمية بتحليل بيانات من مهمة غايا التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية، التي تتضمن معلومات حول حوالي 100,000 قزم أبيض. أسفرت هذه التحليلات عن تحديد 375 قزماً أبيض كمرشحين محتملين لكونهم ملوثين.
دقة الخوارزمية في الكشف
أظهرت ملاحظات المتابعة على هذه الأقزام بواسطة تلسكوب Hobby-Eberly ومرصد ماكدونالد، والتي تتم إدارتها جزئيًا من قبل جامعة تكساس، أن الخوارزمية كانت دقيقة بنسبة 99% في تحديد وجود معادن ثقيلة في غلاف النجم الجوي. بفضل هذه الدقة، من الممكن أن تكتشف الخوارزمية عشرات الآلاف من المرشحين المحتملين الآخرين في مجرتنا.
التأثير على علم الفلك وفهم الكواكب
يمكن لهذه التقنية أن تعزز من فهم علماء الفلك لتركيب الكواكب الخارجية، حيث يساهم النجم المضيف في تمزيقها. هذا الفهم يمكن أن يساعد في تطوير نماذج حول إمكانية وجود الحياة على هذه الكواكب. لذلك، تعد هذه التقنية خطوة هامة نحو تطوير نموذج بيولوجي فلكي وفهم أعمق للكواكب التي قد تكون قد احتوت على شكل من أشكال الحياة.
استنتاجات وتطلعات مستقبلية
يعد هذا التقدم في استخدام الذكاء الاصطناعي في علم الفلك مثالاً على كيفية استفادة العلوم من التكنولوجيا الحديثة. مع استمرار الباحثين في تحسين هذه الخوارزميات، يتوقع أن تسهم هذه التقنية بشكل كبير في اكتشافات جديدة في علم الفلك وفهمنا للكون.