تمكن روبوت جديد مدعوم بالذكاء الاصطناعي من “ديب مايند تكنولوجيز” التابعة لشركة جوجل، من تحقيق أداء على مستوى “البشر الهواة” في رياضة تنس الطاولة.
ففي دراسة نُشرت هذا الأسبوع على منصة Arxiv، أوضحت “ديب مايند” كيفية عمل الروبوت، مشيرةً إلى لقطات له وهو يواجه لاعبي تنس الطاولة الذين يمكن افتراض أنهم كانوا متحمسين ومتنوعين في المهارة.
وفقًا لـ”ديب مايند”، كان على الروبوت الممسك بالمضرب أن يكون يثبت كفاءته في المهارات الأساسية مثل رد الكرة، بالإضافة إلى مهام أكثر تعقيدًا مثل التخطيط طويل الأجل ووضع الاستراتيجيات، وقد نجح في ذلك، بل أنه تمكن من اللعب ضد خصوم ذوي أساليب متنوعة، مستعينًا ببيانات ضخمة لتحسين وتكييف استراتيجيته.
محترف “إلى حد ما”
الذراع الروبوتية (الروبوت الرياضي)، ومعها المضرب المصنوع بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، فازت في 13 مباراة من أصل 29 ضد خصوم بشريين بمستويات مهارية مختلفة في اللعبة.
وفاز الروبوت بنسبة 100% من المباريات ضد اللاعبين “المبتدئين” و55% ضد اللاعبين “المتوسطين”، ومع ذلك، خسر في كل مرة واجه فيها خصمًا “متقدمًا”، وفي هذا الصدد علقت شركة “ديب مايند” على نتائج هذا المشروع بالقول إنه “خطوة نحو تحقيق السرعة والأداء البشري في المهام الواقعية”.
آلية عمل الروبوت
وكي يصل الروبوت الرياضي لهذه الدرجة من الاحترافية، وفق موقع “ذا نيكست ويب” الهولندي، أشار الباحثون إلى أنهم استخدموا 4 تقنيات قد تجعل النتائج مفيدة في مجالات أخرى غير ضرب الكرة الصغيرة فوق الشبكة، رغم صعوبة ذلك، هذه التقنيات هي:
- بنية سياسية هرمية ووحدوية
- تقنيات تتيح الانتقال من المحاكاة إلى الواقع بدون تدريب إضافي
- التكيف في الوقت الحقيقي مع الخصوم غير المعروفين
- دراسة ميدانية لاختبار النموذج في مباريات فعلية ضد بشر غير معروفين في بيئات مادية
وأضافت الشركة أن نهجها أدى إلى “لعب تنافسي على مستوى البشر ولاعب روبوتي يستمتع البشر فعليا باللعب معه”، وبالفعل، يظهر أن خصوم الروبوت في مقاطع الفيديو التوضيحية كانوا يستمتعون باللعب معه.
روبوتات تنس الطاولة
جوجل ديب مايند ليست الشركة الوحيدة التي اختارت تنس الطاولة لتدريب أنظمتها، إذ تتطلب هذه الرياضة تنسيقًا بين اليد والعين، وتفكيرًا استراتيجيًا، وسرعة، وقابلية للتكيف، مما يجعلها مناسبة لتدريب واختبار هذه المهارات في الروبوتات المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
وقد تم تسجيل “أول روبوت مدرب لتنس الطاولة” من قبل موسوعة جينيس للأرقام القياسية في 2017، وطورته آنذاك شركة “أومرون” اليابانية، والتي وصفت ابتكارها آنذاك بأنه يجسد العلاقة التي ستنشأ بين البشر والتكنولوجيا في المستقبل.
ورغم أن ديب مايند لم تدع بـ”مثالية” ابتكارها، إلا أن النتائج التي تم التوصل من خلال التجارب الفعلية لروبوت تنس الطاولة تبدو جيدة، وتبشر بتطور إيجابي في المستقبل القريب.