كشفت وثائق حصلت عليها وكالة “رويترز”، عن أن كيانات صينية مرتبطة بالدولة، بدأت في استخدام خدمات السحابة المقدمة من شركات مثل أمازون (AWS) ومنافسيها للوصول إلى رقائق متقدمة من الولايات المتحدة.
الوثائق التي حصلت عليها رويترز، تكشف كيفية وصول الكيانات المحسوبة على الحكومة الصينية، إلى قدرات الذكاء الاصطناعي التي لا يمكنهم الحصول عليها بطرق أخرى.
كانت الحكومة الأمريكية فرضت قيودًا على تصدير الرقائق المتقدمة الخاصة بالذكاء الاصطناعي إلى الصين خلال العامين الماضيين، بهدف الحد من قدرات الجيش الصيني، كما يأتي في إطار النزاع التجاري بين الدولتين منذ عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
التحايل على القوانين الأمريكية
ومع القيود المفروضة من قبل قوانين الولايات المتحدة، التي من شأنها كبح الخطوات الصينية المتسارعة في قطاع التكنولوجيا المتقدمة، فإن الوصول إلى هذه الرقائق أو النماذج المتقدمة للذكاء الاصطناعي عبر خدمات الحوسبة السحابية لا يُعد انتهاكًا للوائح الأمريكية، حيث أن القيود تقتصر على تصدير أو نقل السلع، البرمجيات أو التكنولوجيا فقط.
اقرأ أيضا: زوكربيرغ: أوروبا “تخنق” ابتكارات الذكاء الاصطناعي
ووفقًا لمراجعة أجرتها رويترز لأكثر من 50 وثيقة مناقصة على قواعد بيانات صينية، تبين أن 11 كيانًا صينيًا على الأقل سعت للحصول على تقنيات أمريكية محظورة أو خدمات سحابية.
من بين هذه الكيانات، أربعة ذكرت صراحة أن خدمات أمازون ويب سيرفيس (AWS) كانت موفر الخدمة السحابية، لكنهم استخدموا شركات وسيطة صينية للوصول إلى هذه الخدمات بدلاً من AWS مباشرة.
مخاوف من نشاط صيني ضار
وأظهرت وثائق المناقصات أن جامعة شنتشن أنفقت 200,000 يوان للوصول إلى خوادم سحابية مدعومة برقاقات Nvidia A100 وH100 عبر وسيط، في حين أن مختبر Zhejiang Lab أشار إلى أنه كان يخطط لإنفاق 184,000 يوان للحصول على خدمات AWS السحابية.
اقرأ أيضا: منها العربية.. 32 لغة بات يدعمها تطبيق AI Reader
في سياق متصل، يحاول الآن المشرعون الأمريكيون تضييق القيود لمنع الوصول إلى هذه التقنيات عبر السحابة، كما قدمت وزارة التجارة الأمريكية في يناير اقتراحًا يلزم خدمات السحابة الأمريكية بالتحقق من المستخدمين والإبلاغ عن استخدامهم للنماذج الكبيرة للذكاء الاصطناعي، إذا كانت هناك مخاوف من النشاطات الإلكترونية الضارة.
وأعربت أمازون عن التزامها بجميع القوانين الأمريكية السارية في البلدان التي تعمل فيها، بما في ذلك الصين، لكنها قامت بتحديث بعض منشوراتها وحذفت أخرى بعد اتصال رويترز بها للحصول على تعليق.