في يونيو الماضي، نجح شابان أمريكيان في التنبؤ بنتائج الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في نيويورك باستخدام روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، دون الحاجة إلى استطلاع آراء الناخبين الفعليين.
كانت هذه سابقة هي الأولى من نوعها، فقد تمكن الشابان، كامي فنك وند كوه، من توقع فوز المرشح جورج لاتيمر بنسبة 58.7% على منافسه جمال بومان الذي حصل على 41.3%.
اقرأ أيضا: مخرج هندي شهير يتخلى عن الموسيقيين البشر لصالح الذكاء الاصطناعي
الشابان، اللذان أسسا شركة صغيرة تُدعى Aaru، اعتمدا على استخدام بيانات التعداد السكاني لإنشاء نماذج تحاكي سلوك الناخبين، حيث يتم برمجة وكلاء الذكاء الاصطناعي بصفات شخصية متعددة لتتناسب مع سلوكيات الناخبين المستهدفين.
هذه الوكلاء تقوم بجمع المعلومات من الإنترنت بشكل مستمر، مما يساعد على محاكاة تفضيلات الناخبين وتغييرها بناءً على المستجدات.
كيف تعمل هذه الروبوتات؟
فنك أشار إلى أن الشركة تتعاون مع شركات كبرى من قائمة “فورتشون 500″، بالإضافة إلى حملات سياسية ومراكز أبحاث، لإجراء استطلاعات دقيقة بتكلفة تقل عن عُشر تكلفة الاستطلاعات التقليدية. وأضاف أن إحدى الحملات الانتخابية في كاليفورنيا تعتمد بشكل كامل على استطلاعات “Aaru” لاتخاذ قراراتها.
اقرأ أيضا: هل يمكنك الوثوق بالذكاء الاصطناعي لتخطيط عطلتك القادمة؟
وفي خطوة لافتة، أظهرت استطلاعات الشركة أن أحد وكلاء الذكاء الاصطناعي قرر التصويت لشخصية “ميكي ماوس”، مبررًا اختياره بأنه لا يرغب في التصويت لأي من المرشحين الحاليين، مما يعكس قدرة الروبوتات على محاكاة التفكير البشري بطرق غير تقليدية.
ورغم الشكوك حول دقة هذه النماذج، خاصةً في ظل مخاوف من “الهلوسة” التي قد تصيب أنظمة الذكاء الاصطناعي، فإن فنك يؤكد أن التقنية الجديدة ستحدث ثورة في مجال الاستطلاعات السياسية، مشيرًا إلى أن الاستطلاعات التقليدية قد تختفي قريبًا.
مستقبل الاستطلاعات بالذكاء الاصطناعي
كانت دراسة أجرتها جامعة هارفارد قد حذرت من بعض النقاط العمياء في استخدام الذكاء الاصطناعي لاستطلاع الآراء، لكنها أشارت أيضًا إلى أن هذه التقنية قد تغير من مستقبل الاستطلاعات بشكل جذري.
اقرأ أيضا: “لينكد إن” تواجه انتقادات لاستخدامها بيانات المستخدمين “دون إذن”
وتعمل Aaru حاليًا على توسيع نطاق عملها، حيث تخطط لمحاكاة تأثير الأحداث العالمية على الاقتصادات المحلية والانتخابات في مختلف أنحاء العالم خلال السنوات المقبلة، في خطوة تهدف إلى تقديم رؤى دقيقة وشاملة لصناع القرار.