لوموند: الضغوط الاقتصادية تلاحق شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة

تشعر الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي بضغط اقتصادي متزايد وسط الشكوك حول وجود “فقاعة” في هذا القطاع، والتنافس الشديد مع عمالقة التكنولوجيا.

وبحسب تقرير نشرته النسخة الإنجليزية من صحيفة “لوموند” الفرنسية، شهدت الأشهر الماضية حركة تنقلات كبيرة بين الشركات، حيث قامت جوجل في أغسطس بتوظيف مسؤولين ومهندسين من شركة Character AI الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي.

وفي يونيو، قامت أمازون بخطوة مماثلة عندما جندت موظفين من Adept AI، وفي مارس، أحدثت مايكروسوفت ضجة بضم جزء من فريق شركة Inflection AI، بما في ذلك مؤسسها المشارك مصطفى سليمان، الموظف السابق في DeepMind، وهي الشركة التي تأسست قبل عامين فقط بهدف منافسة ChatGPT، وكانت تُقدّر قيمتها بـ4 مليارات دولار (3.6 مليار يورو)، بعد أن جمعت 1.3 مليار دولار من رأس المال.

هذه التحركات أثارت الانتباه في القطاع، وأشارت إلى الضغوط الاقتصادية التي تواجهها الشركات الناشئة في الولايات المتحدة وأوروبا، خاصة بعد فترة من التفاؤل المفرط.

تحديات الشركات الناشئة

يقول كليمان ديلانغو، المؤسس المشارك لشركة Hugging Face، في مقابلة أجريت معه في أوائل سبتمبر مع صحيفة “لوموند”: “عادةً ما تنفق الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي الكثير من الأموال ويمكنها البقاء لمدة عام إلى عامين كحد أقصى دون جمع تمويلات جديدة”.

وأضاف: “أعتقد أننا سنشهد في عام 2024 تركيزًا متزايدًا على الربحية لهذه الشركات”، وأشار إلى أن منصته، التي تنشر أدوات ونماذج الذكاء الاصطناعي، تتلقى أسبوعيًا عشرات الاتصالات من شركات ناشئة ترغب في البيع.

فقاعة الذكاء الاصطناعي

ازداد التشاؤم في القطاع منذ ظهور قلق بشأن وجود فقاعة مضاربة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، وهو المجال الذي يمكّن من إنشاء ومعالجة النصوص والصور والأصوات.

فقد تساءل بنك “جولدمان ساكس” الاستثماري في يونيو الماضي: “هل الذكاء الاصطناعي التوليدي: إنفاق كبير مقابل فوائد ضئيلة؟”، إذ أن التكلفة العالية لتدريب وتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي، إلى جانب استمرار الأخطاء في استجاباتها، يثيران التساؤلات حول مدى سرعة تطبيقها في الشركات.

مستقبل الشركات الناشئة في خطر؟

مع ارتفاع تكاليف تطوير وتشغيل تقنيات الذكاء الاصطناعي، ومحدودية العوائد المالية حتى الآن، يبدو أن الشركات الناشئة في هذا المجال قد تواجه تحديات كبيرة في المستقبل القريب.

ومع تصاعد التنافس والتحديات الاقتصادية، قد نرى المزيد من هذه الشركات تسعى إما للاندماج أو الاستحواذ لتأمين استمراريتها.

شارك هذا الخبر
هشام غانم
هشام غانم

مدون مهتم بالتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي

المقالات: 114

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *