أعلن إيلون ماسك، مؤسس شركة SpaceX، عبر حسابه على وسائل التواصل الاجتماعي، أن الشركة تخطط لإطلاق 5 مركبات ستارشيب غير مأهولة إلى كوكب المريخ خلال عامين.
وتهدف هذه المهام، التي تتم بمساعدة الذكاء الاصطناعي المتطور، إلى اختبار تقنيات الهبوط والاستعداد لرحلات مأهولة في المستقبل.
وأشار ماسك إلى أنه في حال هبوط جميع المركبات بنجاح، ستصبح المهام المأهولة ممكنة خلال 4 سنوات، ولكن إذا واجهت الشركة تحديات في الهبوط، سيتم تأجيل المهام المأهولة لمدة عامين إضافيين.
وأوضح ماسك أن الفرصة للسفر من الأرض إلى المريخ تحدث كل سنتين، حيث تكون الكواكب في أفضل محاذاة لها، وأكد قائلاً: “بغض النظر عما يحدث مع نجاح الهبوط، ستزيد SpaceX عدد المركبات المتوجهة إلى المريخ بشكل كبير في كل فرصة عبور”.
اقرأ أيضا: NotebookLM.. أداة ذكية لتنظيم المعلومات والبحث المعمق
وأشار ماسك إلى رغبته في جعل السفر إلى المريخ متاحًا للجميع، مؤكدًا أنه “ستكون هناك آلاف من مركبات ستارشيب المتوجهة إلى المريخ”، كما عبر عن قلقه من أن “برنامج ستارشيب يتعرض للعرقلة بسبب البيروقراطية الحكومية التي تتزايد سنويًا”.
مهمة Polaris Dawn
يأتي هذا الإعلان في وقت تحرز فيه SpaceX تقدمًا في مشاريعها الفضائية، حيث أطلقت مؤخرًا صاروخ Falcon 9 لمهمة Polaris Dawn من مركز كينيدي للفضاء في فلوريدا، والتي تهدف إلى إجراء أول عملية سير في الفضاء تقوم بها شركة خاصة. المهمة، التي يدعمها الملياردير “جارد إيزاكمان”، تمثل خطوة كبيرة في مجال رحلات الفضاء الخاصة.
ومن المتوقع أن تشهد السنوات القادمة تطورات كبيرة في استكشاف المريخ، حيث تسعى SpaceX لتوسيع نطاق رحلاتها وإتاحة السفر إلى الفضاء لعدد أكبر من الناس.
ما دور الذكاء الاصطناعي في المهمة؟
في حين لم يصرح ماسك بشكل مباشر عن دور الذكاء الاصطناعي في هذه المهام، يُتوقع أن تساهم تقنيات الذكاء الاصطناعي في دعم عمليات التخطيط، والتحكم بالمركبات، وتحليل البيانات بشكل أكثر كفاءة.
وتلعب أنظمة الذكاء الاصطناعي بالفعل دورًا مهمًا في تحسين أداء المركبات الفضائية وزيادة دقة التنبؤات المتعلقة بمسارات الطيران والهبوط، بما في ذلك تلك المتعلقة بمركبة “ستارشيب” والمهام المستقبلية إلى المريخ، مما يعزز من فرص نجاح المهام في بيئات فضائية معقدة، ويمكن تلخيص دور الذكاء الاصطناعي في هذا السياق كالتالي:
- تحسين عمليات التصميم والتطوير
يستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل كميات ضخمة من البيانات المستخلصة من التجارب والاختبارات، مما يساعد في تحسين تصميم المركبات والصواريخ وتجنب الأخطاء السابقة.
كما يتم توظيف تقنيات التعلم العميق والنماذج التنبؤية لتصميم نماذج المحاكاة التي تساعد في اختبار سلوك المركبات في مختلف الظروف قبل إطلاقها.
- إدارة المهام والتخطيط
يساعد الذكاء الاصطناعي في تخطيط المهام وإدارة الجداول الزمنية لإطلاق المركبات بناءً على تحليلات الطقس والمسارات الفضائية المثلى.
يستخدم لتنسيق عمليات الإطلاق والتحكم في المركبات، حيث يمكنه مراقبة الأنظمة المختلفة وضبطها تلقائيًا لضمان أفضل أداء.
- التحكم بالمركبات أثناء الطيران
يتم استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في أنظمة الملاحة والتحكم في المركبات الفضائية أثناء الطيران، مما يساعد على تعديل المسار في الوقت الحقيقي وتحسين فرص النجاح في الوصول إلى المريخ.
- الهبوط والعمليات على المريخ
يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين دقة الهبوط على سطح المريخ من خلال معالجة البيانات الحية وتعديل مسار المركبة أثناء الهبوط.
كما يساعد الذكاء الاصطناعي في إدارة العمليات الآلية على سطح المريخ، مثل إنشاء مستوطنات أو إجراء أبحاث علمية، دون الحاجة لتدخل بشري مباشر.
- تحليل البيانات والرصد
بعد الهبوط، يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل البيانات البيئية والجيولوجية للمريخ لتوفير رؤى أكثر دقة حول إمكانيات استيطان البشر والكشف عن الموارد الطبيعية.
اقرأ أيضا: دراسة تكشف استهلاك GPT-4 المفرط للمياه لتوليد النصوص
باختصار، يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا أساسيًا في تحسين أداء المركبات، تقليل المخاطر، والتخطيط المستقبلي لرحلات استكشاف الفضاء، مما يجعل استكشاف المريخ أكثر أمانًا وكفاءة.