في عصرنا الرقمي، يعتقد الكثيرون أن الذكاء الاصطناعي يتفوق علينا في جميع المهام. رغم أن الخبراء يؤكدون أن هذه التقنية تحتاج إلى سنوات عديدة لتصل لمستوى تفكير البشر، إلا أن هذا الاعتقاد العميق يعود إلى ظاهرة تُعرف بـ “تأثير إليزا”، كما أشار موقعي “diginomica” و”techopedia”.
ظاهرة تأثير إليزا
ظهرت ظاهرة تأثير إليزا في عام 1966، عندما أنشأ وزيف ويزنباوم برنامج دردشة آلي يعالج الأشخاص نفسيًا في مختبر الذكاء الاصطناعي بMIT. يُشير مصطلح “تأثير إليزا” إلى ميل الناس لإسقاط العمليات الفكرية والعواطف البشرية على أنظمة الذكاء الاصطناعي، مما يخلق انطباعًا زائفًا بأن هذه الأنظمة أكثر ذكاءً مما هي عليه في الواقع. كان الهدف من البرنامج هو خلق وهم بأنه يفهم البشر بشكل أفضل، مما أدى لاحقًا إلى ظهور “فوبيا” تتعلق بالتطورات في مجال الذكاء الاصطناعي.
كيف يعمل روبوت المحادثة؟
تستند فكرة روبوت المحادثة إلى تفاعله السريع والذكي مع المستخدمين. يقوم النظام بالتعرف على الكلمات الرئيسية في مدخلات المستخدم ثم يعكسها في شكل عبارات بسيطة أو أسئلة، مما يحاكي المحادثة التي قد يجريها الفرد مع طبيب نفسي. إذا لم يستطع البرنامج فهم ما قاله المستخدم، فإنه يلجأ إلى عبارات عامة مثل “هذا مثير للاهتمام للغاية” و”استمر”.
لماذا يحدث تأثير إليزا؟
يعتقد الخبراء أن تأثير إليزا هو شكل من أشكال التنافر المعرفي، حيث لا يدرك البعض أن هذه الآلات لا تفكر بل تحاكي الذكاء البشري، وأن البيانات المستخدمة فيها هي من صنع البشر. على الرغم من أن هذا التأثير يعود إلى الستينيات، إلا أن البعض لا يزال خائفًا من أي تقدم في الذكاء الاصطناعي، ويظن أن هذه الآلات ستتفوق عليهم في المستقبل. هذه المخاوف أدت إلى انتشار برامج دردشة تعتمد على الذكاء الاصطناعي مثل شات جي بي تي وجيميني.
تأثير إليزا، لا يزال يُشكل طريقة تفكيرنا حول الذكاء الاصطناعي، حيث يثير مخاوف من تفوق الآلات على البشر.
وبينما يتقدم الذكاء الاصطناعي، يجب علينا أن نكون واعين لهذه التصورات وأن نفهم أن الذكاء الاصطناعي لا يزال أداة تُستخدم من قبل البشر، وليست بديلًا لهم.