تشهد واجهات الذكاء الاصطناعي التوليدي اختيار أسماء تقليدية كـ “ألبرت”، “منى”، “كلود”، و”جورج”، وهي أسماء قد توحي بالطمأنينة، خاصة في ظل المخاوف التي ترافق دخول هذه التكنولوجيا المجتمعات.
ويعتبر خبراء، أن هذه الأسماء تساهم في تقليل قلق المستخدمين وإيصال انطباع بالثقة والتقليدية.
تجارب “ألبرت” و”جورج” في الذكاء الاصطناعي
رشيد بلعزيز، الذي طور أداة ذكاء اصطناعي لدعم تأسيس الشركات، اختار اسم “جورج” لأنه يوحي بالهدوء والخبرة، ما يساعد رواد الأعمال على إطلاق مشاريعهم بثقة. وتعمل أداة “جورج” كمستشار رقمي يختصر الوقت ويقدم إرشادات عملية.
أما “ألبرت”، المساعد الرقمي الذي طورته المديرية الرقمية الفرنسية، فتم اختياره ليكون اسمًا بارزًا وسهل التذكر، ويقدم خدمات البحث عن المعلومات وتلخيص المستندات لنحو 200 موظف حكومي.
تكريم العلماء وتبديد المخاوف
في الولايات المتحدة، أطلقت شركة “أنثروبيك” الناشئة اسم “كلود” على روبوتها التوليدي، تكريمًا لعالم الرياضيات كلود شانون، ما يُبرز العلاقة مع عباقرة الماضي.
ويعتبر فريق “أنثروبيك” أن الاسم البسيط “كلود” يمنح المستخدمين شعورًا بالدفء، كما لو أنهم يتحدثون إلى شخص موثوق.
استراتيجية الطمأنة والعودة للماضي
ترى المتخصصة في السيميولوجيا غاييل بينيدا أن الأسماء التقليدية تُستَخدم كاستراتيجية لطمأنة المستخدمين، إذ إن أسماء مثل “جورج” و”كلود” تذكّر المستخدمين بالأسلاف الذين يتمتعون بالحكمة والخبرة.
وتؤكد الباحثة إيلودي ميلكاريك، أن الأسماء المألوفة تُخفف من المخاوف المرتبطة بالتكنولوجيا، مثل المخاوف من المستقبل البائس، كما في قصص جورج أورويل وأفلام الخيال العلمي مثل “تيرمينيتور”.
ويشير أولريش تان إلى أن الأسماء التقليدية تربط بين الماضي والمستقبل، ما يُظهر أن التقدم التقني هو امتداد لمسيرة البشرية المستمرة في اكتشاف آفاق جديدة.