النمو السريع للنفايات الإلكترونية بسبب الذكاء الاصطناعي التوليدي ودور استراتيجيات الاستدامة
تتوقع دراسة حديثة نشرت في مجلةNature Computational Scienceأن يؤدي الاستخدام المتزايد لتقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، وخصوصاً النماذج اللغوية الكبيرة، إلى زيادة ضخمة في النفايات الإلكترونية. قد تصل هذه النفايات إلى ما بين 1.2 إلى 5.0 مليون طن بحلول عام 2030، أي بزيادة تعادل 1000 ضعف النفايات الإلكترونية المنتجة في عام 2023.
يشير آساف تزاتشور، خبير التنمية المستدامة من جامعة رايخمان في إسرائيل، إلى أن تزايد النفايات الإلكترونية مرتبط بمتطلبات الطاقة العالية للذكاء الاصطناعي، حيث يمكن أن تستهلك مراكز البيانات التي تدعم أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي حوالي 4.5% من إجمالي إنتاج الطاقة العالمي بحلول 2030.
دور استراتيجيات إعادة التدوير وإطالة عمر الأجهزة
تقدم الدراسة استراتيجيات لإدارة النفايات الإلكترونية الناتجة عن الذكاء الاصطناعي، مثل إعادة تدوير الأجهزة وإطالة عمرها الافتراضي. ووفقًا للباحثين، يمكن لاستراتيجيات إعادة الاستخدام وتدوير أجهزة الكمبيوتر المستخدمة في أنظمة الذكاء الاصطناعي أن تقلل النفايات بنسبة تصل إلى 86%. ويؤكد تزاتشور على أهمية تبني هذه الاستراتيجيات الآن لتجنب التفاقم السريع للأزمة.
الأهمية العالمية لإدارة النفايات الإلكترونية
تشكل النفايات الإلكترونية نحو 70% من إجمالي النفايات السامة عالميًا، بينما يتم إعادة تدوير حوالي 12.5% منها فقط. سوراب غوبتا، مؤسس منظمة *Earth5R* الهندية، يشدد على ضرورة وضع استراتيجيات منصفة وعابرة للحدود، حيث تصدر بعض الدول ذات الدخل المرتفع نفاياتها الإلكترونية إلى الدول ذات الدخل المنخفض، مما يؤدي إلى أضرار بيئية وصحية كبيرة.
ما هي النفايات الإلكترونية؟
تشمل النفايات الإلكترونية الأجهزة الإلكترونية القديمة أو المعطلة، مثل أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية والشواحن. ويسهم التخلص غير السليم من هذه النفايات في إطلاق مواد خطرة، كالرصاص والزئبق، التي تؤثر سلبًا على البيئة وصحة الإنسان.