تشهد شركة “Chegg” الرائدة في التعليم عبر الإنترنت، تحديات غير مسبوقة بسبب التحول الكبير الذي أحدثته تقنية الذكاء الاصطناعي، مما أدى إلى انخفاض عدد مشتركيها وإيراداتها بشكل كبير. كانت “Chegg” منذ سنوات ملاذاً مفضلاً للطلاب للحصول على المساعدة في واجباتهم المدرسية، إلا أن ظهور “شات جي بي تي” من OpenAI قدم بديلاً مجانياً للطلاب، مما جعلهم يلجأون لاستخدامه بدلاً من الاشتراك في خدمات “Chegg”.
التراجع في عدد المشتركين وخسائر السوق
منذ إطلاق “شات جي بي تي”، خسرت “Chegg” أكثر من نصف مليون مشترك، حيث كان يدفع كل مشترك ما يصل إلى 19.95 دولاراً شهرياً مقابل الحصول على إجابات جاهزة وأسئلة تُحل عند الطلب. وبالإضافة إلى انخفاض عدد المشتركين، تراجع سهم الشركة بنسبة تصل إلى 99% منذ بداية 2021، مما أدى إلى خسارة حوالي 14.5 مليار دولار من قيمتها السوقية.
محاولة الشركة للتكيف مع الوضع الجديد
سعت “Chegg” لمواكبة التطورات بإطلاق منتج “Cheggmate” بالتعاون مع OpenAI، بهدف استخدام مخزونها الكبير من الإجابات مع GPT-4 لتوفير حلول سريعة للطلاب. لكن على الرغم من ذلك، لم تستطع “Chegg” إقناع العملاء والمستثمرين بأنها قادرة على الصمود أمام البدائل المجانية التي يوفرها “شات جي بي تي”.
تأثير انخفاض الإقبال على خدمات “Chegg”
أظهر استطلاع رأي أجراه بنك الاستثمار “Needham” أن نسبة الطلاب الذين يخططون لاستخدام خدمات “Chegg” انخفضت من 38% في الربيع إلى 30% هذا الفصل الدراسي، مقابل ارتفاع نسبة الذين يعتزمون استخدام “شات جي بي تي” من 43% إلى 62%.
تغييرات إدارية وإجراءات للحد من الخسائر
في يونيو 2024، استقال الرئيس التنفيذي دان روزنسويغ بعد الانهيار الكبير في قيمة السهم، وتولى ناثان شولتز منصب الرئيس التنفيذي وأجرى تغييرات داخلية شملت تسريح حوالي 441 موظفاً، وهو ما يعادل ربع العاملين في الشركة. كما وضع خطة للتوسع الدولي والتركيز على أن تصبح “Chegg” أداة شاملة للطلاب.
توقعات مستقبلية سلبية
مع استمرار التحديات، أعلن المحللون عن انخفاض متوقع في الإيرادات بنسبة 15% للربع الثالث، وهو ما يشير إلى أن الشركة تواجه تحديات هيكلية قد تحتاج إلى تغييرات جذرية في نموذج أعمالها لضمان استمراريتها.
