تطور الذكاء الاصطناعي في مجال التنبؤ بنتائج التجارب العلمية
أعلن يفغيني ألكسندروف، رئيس مختبر النمذجة الجزيئية بجامعة “باومن” التقنية في موسكو، خلال مؤتمر “الثورة الوطنية التكنولوجية 20.35” أن الذكاء الاصطناعي سيصبح قادرًا بعد عشر سنوات على التنبؤ بدقة عالية بنتائج بعض التجارب العلمية، مما يسهم في تقليص الوقت اللازم لتطوير أدوية ومواد جديدة. وأوضح ألكسندروف أن هذا التطور سيحدث طفرة نوعية في الأبحاث العلمية بفضل إمكانيات الذكاء الاصطناعي في التعلم من تجارب سابقة، سواء كانت ناجحة أو غير ناجحة.
التحديات الحالية: تكرار التجارب غير الناجحة
وأشار ألكسندروف إلى أن العلماء ينشرون حاليًا نتائج التجارب الناجحة فقط، والتي تشكل حوالي 10٪ فقط من مجمل الأبحاث. وبسبب عدم توفر بيانات عن التجارب غير الناجحة، فإن العديد من العلماء يعيدون تجارب زملائهم دون علم بنتائجهم السلبية، مما يضيع الوقت ويزيد من التكاليف.
الذكاء الاصطناعي ودوره في تسريع تطوير المواد الجديدة
قال ألكسندروف: “بفضل الذكاء الاصطناعي، سيتمكن العلماء من خلال التعلم من جميع البيانات المتاحة من التنبؤ بنتائج التجارب بدقة عالية”. وأوضح أن هذا سيتيح تسريع عملية تطوير المواد والأدوية بشكل كبير، حيث سيكون بالإمكان الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لتوقع أفضل النتائج بناءً على البيانات المتاحة، ما يقلل من الحاجة إلى التجربة والخطأ المتكرر.
التحديات التي تواجه الباحثين حاليًا قبل إجراء التجارب
وأضاف الخبير أن الباحثين يقضون حاليًا عدة أيام في دراسة الأبحاث السابقة حول أي موضوع معين، قبل أن يبدأوا عملية الحسابات واختيار طرق تصنيع المركبات الكيميائية المطلوبة، والتي قد تستغرق عدة أشهر. وبتطور الذكاء الاصطناعي، سيتمكن العلماء من توفير هذا الجهد والوقت بفضل قدراته على التنبؤ المسبق.
الذكاء الاصطناعي والشبكات العصبية في خدمة الأبحاث العلمية
أوضح ألكسندروف أنه في المستقبل القريب سيتمكن العلماء من استخدام الشبكات العصبية للتنبؤ باستخدامات المواد بشكل أدق، فعلى سبيل المثال، يمكن أن تطلب من الشبكة العصبية التنبؤ بمدى ملاءمة مادة معينة للاستخدام كغشاء في التطبيقات المختلفة، وستكون هذه النتائج متاحة في غضون أيام بدلاً من الانتظار لعدة أشهر.
فعاليات مؤتمر “الثورة التكنولوجية الوطنية 20.35”
يذكر أن مؤتمر “الثورة التكنولوجية الوطنية 20.35” الذي أقيم في مدينة سان بطرسبورغ من 7 إلى 8 نوفمبر الحالي، شهد مناقشات واسعة حول القضايا والتحديات التي تواجه صناعة الأنظمة الجوية غير المأهولة، وصناعة السيارات، والأدوية، والتكنولوجيا الحيوية، والذكاء الاصطناعي.