التطور السريع في الذكاء الاصطناعي وتداعياته على البيئة
أظهرت دراسة حديثة أن التطور السريع في مجال الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون له آثار سلبية على المناخ، حيث يتطلب تشغيل وتدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي، وخاصة النماذج الكبيرة منها، كميات هائلة من الطاقة. ويتسبب ذلك في انبعاثات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون تؤدي إلى تفاقم مشكلة التغير المناخي.
زيادة استهلاك الطاقة في أنظمة الذكاء الاصطناعي
أشارت الدراسة، التي نُشرت على موقع “Springer” وأجراها علماء من جامعة تشيجيانغ الصينية، إلى أن الأنظمة المتطورة، مثل نموذج “GPT-4″، تتطلب مستويات أعلى من الطاقة مقارنة بالإصدارات السابقة، مما يؤدي إلى انبعاثات كربونية مضاعفة. ووجد الباحثون أن زيادة الطاقة اللازمة لهذه الأنظمة يمكن أن تكون لها “عواقب بيئية خطيرة” مع مرور الوقت.
تحليل كمي للانبعاثات الكربونية
تم في الدراسة إجراء تحليل كمي لانبعاثات الكربون المرتبطة بـ 79 نظام ذكاء اصطناعي تم تطويرها بين عامي 2020 و2024. ووجدت الدراسة أن إجمالي البصمة الكربونية لأكثر هذه الأنظمة إنتاجاً للانبعاثات قد يصل إلى 102.6 مليون طن سنويًا. ويرجع ذلك إلى حجم الطاقة المطلوب لتشغيل الخوادم والبيانات التي تستخدمها هذه الأنظمة.
تكاليف الانبعاثات وتأثيرها على الصناعة
تشير الدراسة إلى أن الانبعاثات الناتجة عن الذكاء الاصطناعي قد تكلف الصناعة أكثر من 10 مليارات دولار سنويًا. كما توضح أن الصناعة والأوساط الأكاديمية هما المحركان الرئيسيان لتطوير هذه الأنظمة، مما يزيد من تفاقم الانبعاثات الكربونية.
الحاجة إلى ممارسات خضراء ومستدامة
دعت الدراسة المتخصصين في مجال الذكاء الاصطناعي إلى تبني ممارسات “أكثر خضرة” ومعايير مستدامة للتقليل من التأثير السلبي لهذه الأنظمة على البيئة. ويسعى الباحثون إلى تزويد صناع القرار بالمعلومات اللازمة للتعامل مع هذه البصمة الكربونية، مؤكدة على ضرورة اتخاذ إجراءات فعّالة للحد من تأثيرات الذكاء الاصطناعي على المناخ.