هل ستؤثر تطبيقات الذكاء الاصطناعي على مستقبل الترجمة الأدبية؟

جدل حول تأثير الذكاء الاصطناعي في الترجمة الأدبية

أثارت القدرات المتنامية للذكاء الاصطناعي تساؤلات حول تأثيره على سوق الترجمة الأدبية، خاصة بعد إعلان دار النشر الهولندية “فين بوش أند كونينغ” اعتمادها على الذكاء الاصطناعي في ترجمة بعض الروايات كجزء من مشروع تجريبي. وأوضحت المديرة فانيسا فان هوفيجن أن المشروع يشمل أقل من عشر روايات تجارية، مؤكدة أن الكتب المختارة لم تبع حقوقها باللغة الإنجليزية. ومع ذلك، أكدت دار النشر أن دور الذكاء الاصطناعي في المشروع محدود ويقتصر على دعم عملية الترجمة، فيما يُعتبر العمل البشري الأساس والمرجع النهائي في هذه العملية.

مخاوف الكتّاب والمترجمين من فقدان العنصر الإنساني

رغم تأكيدات دار النشر، إلا أن استخدام الذكاء الاصطناعي أثار ردود فعل غاضبة من قبل الكتاب والمترجمين. وأوضحوا أن الترجمة الأدبية تتطلب أكثر من مجرد نقل الكلمات؛ فهي تتطلب استيعاباً للثقافة والمشاعر والعناصر الفنية كالاستعارات والتشبيهات، والتي قد يصعب على الآلات ترجمتها بدقة. ويشير خبراء إلى أن الترجمة الأدبية الجيدة تستلزم تدقيقًا وتحريًا شاملاً من قِبَل مترجم محترف لضمان جودة العمل.

تداعيات الذكاء الاصطناعي على فرص العمل في مجال الترجمة

صرّح إيان جيلز، رئيس مجموعة المترجمين في جمعية المؤلفين في المملكة المتحدة، بأن الذكاء الاصطناعي أثر بشكل مباشر على فرص عمل المترجمين الأدبيين، حيث وجد أن ثلث المترجمين فقدوا وظائفهم بسبب الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي. وأوضح أن هذا التطور يزيد من الضغط على دخل المترجمين ويقلل من فرص تحسين أجورهم، مما يهدد قدرة المترجمين على كسب العيش في ظل منافسة شرسة.

تأثير الذكاء الاصطناعي على تعلم اللغات الأجنبية

يمتد تأثير الذكاء الاصطناعي إلى مستقبل تعليم اللغات الأجنبية، حيث يخشى البعض من تراجع الإقبال على تعلم اللغات بسبب توافر أدوات الترجمة الآلية التي تؤدي وظائف المترجم. على سبيل المثال، أعلنت جامعات في نيوزيلندا إغلاق برامجها للغات كاليونانية، واللاتينية، والإيطالية، والألمانية نظرًا لانخفاض الطلب عليها. كما اقترحت جامعة ماكواري الأسترالية إلغاء بعض برامج اللغات بشكل كامل، بما في ذلك الألمانية والإيطالية والروسية.

استحالة الاستغناء عن العنصر البشري في الترجمة

رغم التقدم الكبير في تكنولوجيا الترجمة، يؤكد المتخصصون على أهمية العنصر البشري في العملية، مشيرين إلى أن الاعتماد الكلي على الذكاء الاصطناعي في الترجمة قد يؤدي إلى سوء الفهم ويؤثر سلبًا على جودة التجربة الإنسانية في التواصل الثقافي. ويرى الخبراء أن الترجمة الجيدة لا يمكن تحقيقها دون تدخل بشري يحافظ على دقة التعبير وفهم السياقات الثقافية.

شارك هذا الخبر
إبراهيم شعبان
إبراهيم شعبان

صحفي متخصص في التكنولوجيا

المقالات: 240

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *