“هاربر كولينز” تقود التحولات في استخدام الذكاء الاصطناعي
مع تزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي التوليدي، دخلت دور النشر في مفاوضات مع منصات تقنية لحماية حقوق المؤلفين وتوفير عوائد مالية مقابل استخدام المحتوى في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي. من بين هذه الدور، أبرمت “هاربر كولينز” عقدًا يسمح باستخدام بعض الكتب المنشورة لتدريب نماذج اللغة لمدة ثلاث سنوات، مقابل 2500 دولار لكل كتاب.
جدل حول الاستخدام ومحدودية التفاوض
لاقى هذا الإجراء ردود فعل متباينة من المؤلفين. الكاتب دانييل كيبلسميث رفض العرض، معتبرًا أنه يقلل من قيمة أعمال المؤلفين. بالمقابل، ترى جادا بيستيلي، خبيرة الأخلاقيات في الذكاء الاصطناعي، أن هذه العقود تمثل تقدمًا، لكنها تأسف على محدودية قدرة المؤلفين على التفاوض بشكل مستقل.
اتفاقيات مشابهة في قطاع النشر الأكاديمي
“هاربر كولينز” ليست الوحيدة التي أبرمت مثل هذه الاتفاقيات. في وقت سابق من هذا العام، أتاح ناشر الكتب العلمية “ويلي” لشركة تقنية كبرى استخدام محتوى أكاديمي مقابل 23 مليون دولار، ما يبرز توجهًا متزايدًا نحو دمج الذكاء الاصطناعي في مجالات النشر المختلفة.
مخاوف من انتهاكات حقوق النشر
يعتمد تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي على كميات ضخمة من البيانات، التي تشمل أحيانًا محتوى محميًا بحقوق النشر أو مقرصنًا. وقد أثار هذا قضايا قانونية دفعت بعض الأطراف، مثل صحيفة “نيويورك تايمز”، إلى مقاضاة شركات تقنية بارزة مثل “أوبن إيه آي” و”مايكروسوفت”.
تحديات قانونية ورؤية مستقبلية
تتيح مذكرة أوروبية لعام 2019 التنقيب عن البيانات المحمية إذا كانت متاحة للجمهور، ما لم يعترض أصحاب الحقوق. ومع ذلك، بدأ مؤلفون في رفع دعاوى قضائية لحماية أعمالهم، وسط جدل قانوني متزايد حول مدى شرعية استخدام الذكاء الاصطناعي للبيانات المحمية.
نقطة التحول القادمة
مع بدء نفاد المحتوى الجديد لتدريب النماذج، تواجه شركات التكنولوجيا خيارات محدودة، تُلزمها دفع عوائد للناشرين والمؤلفين. ومع تزايد الضغوط، قد نشهد تطورات قانونية وتنظيمية تعيد تشكيل العلاقة بين دور النشر وشركات التقنية.تعد هذه التحولات مؤشراً على مستقبل متشابك بين التكنولوجيا وحقوق النشر، حيث تتطلب حماية حقوق المؤلفين نهجًا متوازنًا يضمن تحقيق المصالح المشتركة بين الأطراف كافة.