زيادة استهلاك مراكز البيانات للكهرباء
مع تنامي الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، أصبح استهلاك مراكز البيانات للكهرباء يماثل استهلاك مدن أو حتى ولايات بأكملها. هذه المرافق، التي تشغّل الخوادم الداعمة للتطبيقات اليومية للشركات والمستهلكين، شهدت نمواً ملحوظاً في استهلاك الطاقة خلال السنوات العشر الماضية.
الطاقة المطلوبة لتشغيل الذكاء الاصطناعي
مع توسع استخدام الذكاء الاصطناعي، تحتاج مراكز البيانات إلى طاقة هائلة، حيث تتطلب بعض المرافق ما يعادل غيغاوات أو أكثر من الكهرباء. على سبيل المثال، يمكن لمركز بيانات كبير أن يستهلك في عام واحد طاقة تفوق استهلاك ولايات مثل ألاسكا أو رود آيلاند، وفقاً لبيانات وزارة الطاقة الأميركية.
سباق الهيمنة العالمية
آلي فين، رئيسة شركة لانسيوم، أوضحت أن شركات التكنولوجيا تخوض سباقاً للهيمنة على الذكاء الاصطناعي، مشيرة إلى أهمية هذه التقنيات للأمن القومي والاقتصادي. هذا السباق يدفع الشركات إلى ضخ استثمارات ضخمة لتأمين الأراضي والطاقة اللازمة.
قيود الطاقة والبنية التحتية
التوسع المتسارع في مراكز البيانات يتزامن مع تحديات كبيرة في تأمين الطاقة:
- محدودية الطاقة المتجددة: لا تكفي مصادر الطاقة المتجددة وحدها لتلبية الاحتياجات المتزايدة، ما يفرض الاعتماد على الغاز الطبيعي، مما يعوق تحقيق أهداف خفض انبعاثات الكربون.
- تقاعد محطات الفحم: انخفاض عدد محطات الطاقة التقليدية يؤدي إلى تضييق الإمدادات.
- نقص الأراضي الصناعية: مساحات الأراضي المناسبة لمراكز البيانات أصبحت أكثر ندرة، وفقاً لنات سالستروم، كبير مسؤولي الطاقة في شركة تراكت.
التوسع خارج المراكز التقليدية
مع تزايد التحديات في مناطق مثل شمال فيرجينيا، التي تعد مركزاً عالمياً لمراكز البيانات، تتوجه الشركات إلى أسواق جديدة مثل أريزونا ونيفادا. على سبيل المثال، خصصت شركة تراكت 23 ألف فدان لتطوير مراكز بيانات، مع خطط لتأمين ما يصل إلى 1.8 غيغاوات لدعم 40 مركز بيانات.
التأثير على الطلب على الغاز الطبيعي
يتوقع أن ينمو الطلب على الغاز الطبيعي بشكل كبير خلال العقد المقبل مع ازدياد استهلاك الكهرباء بسبب الذكاء الاصطناعي. تحليل Wells Fargo يشير إلى أن الطلب على الكهرباء في الولايات المتحدة قد يرتفع بنسبة 20% بحلول عام 2030.
الاستدامة والتحديات المستقبلية
بينما تسعى الشركات لتوسيع نطاق مراكز البيانات، تواجه تحديات كبيرة لتحقيق التوازن بين تلبية الطلب المتزايد والاستدامة البيئية. تتطلب هذه المرحلة حلولاً مبتكرة للتخفيف من الآثار السلبية على البيئة وضمان استدامة التطور التكنولوجي.