ملفات معقدة على طاولة مؤتمر المطورين 2025
تستعد شركة “أبل” للكشف عن جديدها في مؤتمرها العالمي للمطورين، وسط ضغوط متصاعدة لتأكيد حضورها في سباق الذكاء الاصطناعي، ومعارك قانونية وتجارية تهدد نموذجها القائم على المنظومة المغلقة.
وفي حين تطمح “أبل” لتقديم نفسها كقوة حقيقية في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، يرى خبراء أن الشركة تأخرت كثيرًا عن منافسيها مثل “غوغل” و”ميتا” و”أوبن إيه آي”.
هل فاتها قطار الذكاء الاصطناعي؟
رغم إعلان “أبل” العام الماضي عن مجموعة تقنيات تحمل اسم “Apple Intelligence”، فإنها لم تُنفّذ العديد من الوعود المتعلقة بها، وفقًا لتحليلات إعلامية وتقنية.
ويقول المحلل في شركة “إيماركتر” غادجو سيفيلا: “أبل وعدت بالكثير لكنها لم تقدم شيئًا جوهريًا حتى الآن”. وأضاف أن المستخدمين ما زالوا بانتظار تطويرات حقيقية، خاصة فيما يخص المساعد الصوتي “سيري” الذي لم يتحول بعد إلى أداة ذكية فعّالة.
أما المدون المعروف جون غروبر، فاعتبر أن إعلان “أبل” عن سيري الجديد العام الماضي لم يكن سوى فيديو تعريفي يفتقر للجانب العملي، مما يشير إلى “وجود أزمة حقيقية داخل الشركة”.
خطط جديدة وشائعات عن شراكات تقنية
بحسب تقارير من “بلومبرغ” و”9to5Mac”، يتوقع أن تكشف “أبل” عن تحديثات رئيسية تشمل ترجمة فورية للرسائل النصية، ودعم الترجمة عبر سماعات “إيربودز”. كما تتردد أنباء عن شراكات محتملة مع “غوغل” أو شركة “بيربليكسيتي”، تضاف إلى التعاون الحالي مع “أوبن إيه آي”.
ويرى محللو شركة “ديب ووتر أسِت مانجمنت” أن “أبل” لم تستوعب مبكرًا التحول نحو الذكاء الاصطناعي، ثم بالغت في الترويج لقدراتها، وهي الآن تحاول اللحاق بالركب وسط منافسة شرسة.
خلافات متصاعدة مع المطورين
لا يقتصر الضغط على “أبل” في ملف الذكاء الاصطناعي، بل يشمل كذلك علاقاتها بالمطورين الذين يشتكون من النظام المغلق لـ”آب ستور”، الذي يفرض عمولات مرتفعة ويقيد خيارات الدفع.
وكان القضاء الأميركي قد أجبر “أبل” مؤخرًا على السماح باستخدام أنظمة دفع خارجية، بعد دعوى من شركة “إبيك غيمز”، في خطوة اعتُبرت ضربة قوية لنموذج الشركة.
ويطالب المطورون بانفتاح أكبر في السياسات، خاصة بعد أن أصبح استخدام وسائل الدفع الخارجية إلزاميًا داخل الاتحاد الأوروبي.
ويقول سيفيلا: “أبل ما زالت تحقق أرباحًا ضخمة من متجرها، لكنها تواجه ضغوطًا كبيرة من المطورين والقضاء في آن واحد”.
تحديات التصنيع ورسوم ترامب
تواجه “أبل” كذلك ضغوطًا تجارية بسبب الرسوم الجمركية الأميركية المفروضة على المنتجات المصنّعة في الصين، والتي تشكل مركزًا رئيسيًا لتجميع أجهزة “آيفون”.
ويهدد الرئيس الأميركي السابق والمرشح الحالي دونالد ترامب بفرض رسوم جديدة إذا لم تنقل “أبل” جزءًا من إنتاجها إلى الولايات المتحدة، وهو ما يعتبره خبراء خيارًا غير واقعي.
ويقول سيفيلا: “نقل إنتاج آيفون بالكامل إلى أميركا يعني إعادة تشكيل الاقتصاد العالمي، وهو أمر أقرب للخيال منه إلى الواقع”.
ولاء المستخدمين.. السلاح الأقوى
رغم التحديات، تملك “أبل” ما وصفه الخبراء بـ”السلاح الخفي”، وهو ولاء قاعدة مستخدميها الضخمة. وتؤكد المحللة كارولينا ميلانيسي أن “المستخدمين يريدون سيري أكثر ذكاءً، لكنهم سيظلون يشترون منتجات أبل لأنهم ببساطة معتادون عليها”.
وأشارت الشركة إلى أن متجر “آب ستور” ساهم في مبيعات تجاوزت 1300 مليار دولار عام 2024، مع التأكيد أن 90% من هذه الإيرادات لم تخضع لعمولات، في محاولة لتخفيف الانتقادات.
مؤتمر حاسم في لحظة مفصلية
يحمل مؤتمر “أبل” هذا العام أهمية مضاعفة، في ظل تساؤلات عن مستقبل الشركة في ظل تحولات الذكاء الاصطناعي، والتحديات القانونية والتجارية. فهل تنجح “أبل” في إقناع العالم بأنها ما زالت قادرة على الابتكار؟ الأيام المقبلة ستجيب.




