تصريحات مثيرة حول تهديدات الذكاء الاصطناعي
أثار سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، جدلًا واسعًا بتصريحات حديثة حول المخاطر المحتملة لتقنيات الذكاء الاصطناعي. وأكد ألتمان خلال حوار مطوّل مع الإعلامي الأمريكي تاكر كارلسون في برنامجه “ذا تاكر كارلسون شو”، أن هذه التكنولوجيا قد تُستغل لأغراض ضارة، بما في ذلك إمكانية ابتكار جائحة بيولوجية جديدة مشابهة لجائحة كوفيد-19 التي اجتاحت العالم في أواخر عام 2019.
كما تناول الحوار موضوعات أخرى مثيرة للجدل، مثل مخاطر الخصوصية، ملابسات وفاة موظف سابق بالشركة، تهديدات سوق العمل، وتأثيرات الذكاء الاصطناعي على سلوكيات البشر.
الذكاء الاصطناعي في علم الأحياء
كشف ألتمان أن أنظمة الذكاء الاصطناعي، مثل ChatGPT، أصبحت متقدمة للغاية في مجال علم الأحياء، لدرجة تمكنها – في حال إساءة استخدامها – من ابتكار وباء جديد.
وأوضح ألتمان قائلاً: “لقد بات الذكاء الاصطناعي مُتقنًا للغاية في علم الأحياء، لدرجة تمكنه من هندسة جائحة شبيهة بجائحة كوفيد”.
وأشار إلى أن شركة OpenAI أخذت هذه المخاوف في الاعتبار عند إطلاق نموذج GPT-5، حيث تم تزويده بآليات أمان متطورة ونظام دفاعي متعدد الطبقات للتعامل مع التطبيقات البيولوجية، بهدف الحد من احتمالية استخدامه لأغراض ضارة.
تأثيرات الذكاء الاصطناعي على السلوك البشري
لا تقتصر المخاطر على الجانب البيولوجي، فقد حذر ألتمان من التأثيرات الاجتماعية والثقافية لاستخدام روبوتات الدردشة على سلوك البشر. وأوضح أن انتشار أدوات مثل ChatGPT بين ملايين المستخدمين يؤدي إلى تغيرات دقيقة ولكن ملحوظة في أنماط الكتابة والتواصل.
ضرب مثالًا على ذلك بزيادة استخدام الشرطات الطويلة (—) داخل النصوص المكتوبة، وهو ما قد يشير إلى أن المحتوى مولّد بواسطة الذكاء الاصطناعي. وأكد ألتمان أن هذه التغيرات الصغيرة تعكس قوة تأثير التكنولوجيا في تشكيل السلوك البشري والثقافة الإنسانية على المدى الطويل.
توازن بين الفوائد والمخاطر
بينما يرى البعض أن الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة لتعزيز الابتكار وتحسين حياة البشر، يؤكد آخرون أن مخاطره لا تقل خطورة عن فوائده، خاصة فيما يتعلق باستخدامه المحتمل في الحروب البيولوجية أو التأثير على الوعي الجمعي.
وتعكس تصريحات ألتمان الحاجة إلى وضع إطار رقابي صارم ومسؤول لضمان استخدام التكنولوجيا بشكل آمن، مع الموازنة بين الابتكار وحماية المجتمع.
جرس إنذار للعالم
تحذيرات سام ألتمان تعتبر بمثابة جرس إنذار عالمي، يذكّر بأن التكنولوجيا، مهما بلغت من تقدم، يجب أن تظل خاضعة لأطر الأمان والرقابة والمسؤولية.
يشير الخبراء إلى أن هذه التحذيرات تؤكد ضرورة متابعة التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي عن كثب، مع التركيز على سلامة المستخدمين وحماية المجتمعات من المخاطر البيولوجية والاجتماعية المحتملة.
