أوروبا تقود تنظيم الذكاء الاصطناعي بقانون غير مسبوق
أكد الدكتور نديم الفحيلي، خبير التكنولوجيا المالية والذكاء الاصطناعي بجامعة السوربون الفرنسية، أن شهر مايو 2025 سيشهد دخول أول قانون في العالم لتنظيم الذكاء الاصطناعي حيز التنفيذ، وذلك بعد إقراره من قبل البرلمان الأوروبي عام 2024.
تصنيف الأدوات حسب درجة الخطورة
وأوضح الفحيلي، خلال مداخلة عبر قناة “إكسترا نيوز”، أن القانون الجديد يعتمد على تصنيف أدوات الذكاء الاصطناعي وفقًا لدرجة المخاطر، حيث يُمنع استخدام الأدوات التي تُصنّف الأشخاص بناءً على العرق أو اللون أو الشكل أو المعلومات الشخصية، كونها تنتهك خصوصية الأفراد بشكل مباشر.
مراقبة مشددة على الأدوات عالية المخاطر
أشار الفحيلي إلى أن الأدوات المصنفة كمخاطر منخفضة ستخضع لإشراف مباشر من الاتحاد الأوروبي، بينما ستُفرض ضوابط صارمة على الأدوات التي تقع ضمن نطاق المخاطر المتوسطة، لضمان توافقها مع المعايير الأخلاقية والتقنية المعتمدة.
تحديات تواجه الشركات الأوروبية في التصنيف والتوافق
ونوّه خبير الذكاء الاصطناعي إلى أن أحد أبرز التحديات التي تواجه الشركات التكنولوجية في أوروبا هو تصنيف أدواتها بما يتناسب مع اللوائح الجديدة، مشيرًا إلى أن الالتزام بهذه اللوائح سيشكل اختبارًا حقيقيًا لقدرة الشركات على التكيف مع الأطر التنظيمية المتطورة.
فيسبوك وتقنيات التعرف على الوجه تحت المجهر الأوروبي
تطرق الفحيلي إلى أن شركة “فيسبوك” ستكون تحت رقابة خاصة، نظرًا لاعتمادها الكبير على تقنيات التعرف على الوجه، وهي تقنيات تعتبرها السلطات الأوروبية مهددة لخصوصية الأفراد، وبالتالي تندرج ضمن الأدوات المحظورة أو المقيدة في القانون الجديد.
تعزيز الاستخدام الأخلاقي والمسؤول للذكاء الاصطناعي
أكد الدكتور نديم الفحيلي أن القانون الأوروبي سيُحدث نقلة نوعية في وضع معايير عالمية لتنظيم الذكاء الاصطناعي، من خلال تعزيز الاستخدام الأخلاقي والمسؤول للتقنيات الحديثة، وتقديم حماية متقدمة لخصوصية المواطنين داخل الاتحاد الأوروبي.
انعكاسات القانون على تنافسية الشركات العالمية
واختتم الفحيلي بالإشارة إلى أن دخول هذا القانون حيز التنفيذ سيُشعل المنافسة بين كبرى شركات التكنولوجيا العالمية، حيث سيكون الالتزام بالتنظيم الأوروبي معيارًا جديدًا للثقة، والتوسع داخل السوق الأوروبي، ما يضع ضغوطًا على الشركات لمواءمة تقنياتها مع القواعد الأخلاقية والتشريعية الصارمة.
