إيطاليا تحظر نموذج الذكاء الاصطناعي الصيني “ديب سيك” بسبب مخاوف تتعلق بالخصوصية

أعلنت هيئة حماية البيانات الإيطالية يوم الخميس حظر نموذج الذكاء الاصطناعي الصيني “ديب سيك”، بسبب عدم الشفافية في جمع البيانات الشخصية. وأوضحت الهيئة أن القرار دخل حيز التنفيذ فورًا، وسط تصاعد المخاوف بشأن انتهاكات محتملة لخصوصية المستخدمين.

تحقيقات أوروبية حول “ديب سيك”

كانت الهيئة الإيطالية قد طلبت يوم الثلاثاء معلومات من الشركة المطورة لـ”ديب سيك” بشأن طبيعة البيانات التي يجمعها النموذج. وفي السياق ذاته، وجهت هيئة حماية البيانات الأيرلندية خطابًا رسميًا إلى الشركة، تعبر فيه عن قلقها من احتمال انتهاك قوانين الخصوصية في الاتحاد الأوروبي.

وقال غرافام دويل، نائب رئيس الهيئة الأيرلندية، في تصريح لوكالة بلومبرغ:
“طلبنا من ديب سيك تقديم تفاصيل حول كيفية معالجة بيانات المستخدمين في أيرلندا.”

“ديب سيك” يثير الجدل في عالم الذكاء الاصطناعي

جذب نموذج الذكاء الاصطناعي الصيني انتباه العالم بعد إطلاقه نموذج لغة جديدًا، يُقال إنه يتفوق على “تشات جي بي تي” من “أوبن إيه آي”، وبتكلفة أقل بكثير. حيث يعتمد “ديب سيك” على 2000 رقاقة فقط بتكلفة 5.6 مليون دولار، بينما تحتاج النماذج الأميركية إلى 16 ألف رقاقة وتكلفة تتراوح بين 100 و200 مليون دولار لتحقيق نتائج مماثلة.

اتهامات بالتجسس وسرقة البيانات

تواجه “ديب سيك” اتهامات أميركية بالاعتماد على بيانات مسروقة لتطوير تقنيتها. وتحقق شركتا “مايكروسوفت” و**”أوبن إيه آي”** في احتمال حصول مجموعة قرصنة مرتبطة بـ”ديب سيك” على بيانات حساسة من تقنيات “أوبن إيه آي” بطرق غير قانونية.

وأكد باحثون أمنيون لدى “مايكروسوفت” أنهم رصدوا أفرادًا يُعتقد أن لهم صلة بـ”ديب سيك” يستخرجون كميات كبيرة من البيانات عبر واجهة برمجة التطبيقات الخاصة بـ”أوبن إيه آي”، مما يثير تساؤلات حول أصول التطور السريع لهذا النموذج.

مخاوف سياسية وتقنية

في تعليق مثير، قال ديفيد ساكس، مستشار الذكاء الاصطناعي للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب:
“هناك أدلة قوية على أن ديب سيك استند إلى مخرجات أوبن إيه آي في تطوير تقنيته.”

ويشير هذا إلى تصاعد التوترات بين الصين والغرب في سباق الذكاء الاصطناعي، حيث تسعى الولايات المتحدة وأوروبا إلى فرض قيود صارمة على نماذج الذكاء الاصطناعي الصينية وسط مخاوف من استغلال البيانات بطرق غير قانونية.

شارك هذا الخبر
إبراهيم مصطفى
إبراهيم مصطفى
المقالات: 967

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *