اتهم ائتلاف واسع من منظمات الحقوق الرقمية والصحة النفسية، شركتي “ميتا” و”Character.AI” بارتكاب ممارسات وصفها بـ”غير العادلة والمضللة وغير القانونية”، بسبب ما وصفه بـتقديم خدمات علاج نفسي غير مرخصة عبر روبوتات الدردشة.
وجاء ذلك في شكوى رسمية تقدم بها الائتلاف إلى لجنة التجارة الفيدرالية الأميركية، والمدعين العامين، ومجالس ترخيص الصحة النفسية في جميع الولايات الخمسين، حيث نُشرت تفاصيلها في تقرير لموقع “PCMag” التقني، واطلعت عليه “العربية Business”.
اتهام بممارسة الطب دون ترخيص
وأكدت الشكوى أن روبوتات الدردشة التي تطورها “ميتا” و”Character.AI” تُمارس الطب دون الحصول على ترخيص قانوني، كما أنها لا توفر إفصاحات واضحة أو ضوابط لحماية المستخدمين. وطالب مقدمو الشكوى بفتح تحقيق رسمي مع الشركتين ومحاسبتهما على هذه الانتهاكات.
تحذيرات من محتوى مضلل
وقاد تقديم الشكوى “اتحاد المستهلكين في أميركا” (CFA)، ووقعت عليها منظمات أخرى منها “Public Citizen” و”Common Sense” و”Electronic Privacy Information Center”، إلى جانب 16 منظمة غير ربحية أخرى.
وأشارت الشكوى إلى وجود تعارض بين ادعاءات روبوتات الدردشة، التي تقول إنها تحافظ على سرية المعلومات، وبين الشروط القانونية الفعلية، حيث تحتفظ شركة “Character.AI” بحق استخدام محتوى المستخدمين لأغراض تسويقية، وفقًا لما تنص عليه سياساتها الداخلية.
إعلانات مضللة وشخصيات غير مرخصة
واتهم الائتلاف كلا من “ميتا” و”Character.AI” بانتهاك شروط الخدمة الخاصة بهما، حيث تدّعي الشركتان منع إنشاء روبوتات دردشة تقدم استشارات في مجالات طبية أو قانونية، إلا أن الشكوى توضح أن هذه الممارسات لا تزال تحدث.
وتضيف الشكوى أن المستخدمين الذين ينشئون شخصيات روبوتات دردشة لا يُطلب منهم امتلاك مؤهلات طبية، ولا تُفرض عليهم أي التزامات قانونية بشأن طريقة تفاعل روبوتاتهم مع المستخدمين، مما قد يضعف حماية الأفراد الباحثين عن الدعم النفسي.
قضية انتحار تثير الجدل
وتأتي هذه الشكوى بالتزامن مع قضية قانونية مرفوعة ضد شركة “Character.AI”، تتعلق بانتحار طفل يبلغ من العمر 14 عامًا في ولاية فلوريدا عام 2023، حيث تزعم والدته أن التفاعل مع روبوت دردشة تابع للشركة كان سببًا مباشرًا في الحادثة.
انتقادات واسعة رغم الانتشار
ورغم أن هذه الروبوتات باتت شائعة الاستخدام كمقدم بديل للعلاج النفسي بسبب تكلفتها المنخفضة، فإن خبراء الصحة النفسية حذروا مرارًا من الاعتماد عليها، خصوصًا في غياب رقابة أو ترخيص مهني، ما يجعل استخدامها محفوفًا بالمخاطر.
وتسلط الشكوى الضوء على ضرورة إخضاع خدمات الذكاء الاصطناعي المستخدمة في مجالات العلاج النفسي لضوابط صارمة، خاصة في ظل الانتشار السريع لهذه التقنيات واستخدامها المتزايد في مجالات تمس حياة الأفراد وصحتهم العقلية.
