استثمارات جوجل (Alphabet) في الذكاء الاصطناعي 2025

تتمحور استراتيجية جوجل الحالية للذكاء الاصطناعي حول شقين أساسيين: ضخ رؤوس أموال ضخمة في البنية التحتية، وتسريع تطوير نماذجها المتقدمة مثل Gemini من خلال إعادة هيكلة فرق البحث.

1. الاستثمار في البنية التحتية والقدرة الحاسوبية

تُعد الاستثمارات في مراكز البيانات والحوسبة السحابية هي الأضخم والأكثر حداثة، حيث تُمثل العمود الفقري لتشغيل وتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي.

استثمار 40 مليار دولار في تكساس: أعلنت جوجل عن خطة استثمار بقيمة 40 مليار دولار أمريكي حتى عام 2027 لإنشاء ثلاثة مراكز بيانات جديدة في ولاية تكساس. هذا الاستثمار يهدف بشكل مباشر إلى توسيع قدرات الشركة اللازمة لتقنيات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية.

استثمار ضخم في آسيا (الهند): التزمت جوجل باستثمار 15 مليار دولار أمريكي لإنشاء أكبر مركز بيانات مخصص للذكاء الاصطناعي في الهند على مدى السنوات الخمس المقبلة، ضمن استراتيجيتها لتعزيز البنية التحتية السحابية في الأسواق الأسرع نموًا.

الإنفاق الرأسمالي الإجمالي: تخطط جوجل لاستثمار إجمالي يبلغ حوالي 75 مليار دولار أمريكي في عام 2025 لتوسيع قدراتها في الذكاء الاصطناعي والسحابة.

معالجات TPUs الداخلية: تستمر جوجل في تطوير وحدات معالجة الموتر (TPUs) الداخلية الخاصة بها لتحسين القوة الحاسوبية اللازمة لتدريب واستدلال نماذج الذكاء الاصطناعي بكفاءة أعلى من المعالجات التقليدية.

2. دمج الفرق وتسريع تطوير النماذج الأساسية

ركزت جوجل على دمج فرق الذكاء الاصطناعي لضمان تنسيق أسرع وأفضل بين البحث والتطبيق التجاري.

التركيز على Google DeepMind و Gemini: تم دمج فرق تطوير تطبيقات Gemini مع فريق Google DeepMind، الذي يقوده ديميس هاسابيس. هذا الدمج يعكس التزام سوندار بيتشاي بوضع DeepMind، الشركة الرائدة في أبحاث الذكاء الاصطناعي، في قلب استراتيجية جوجل، وتسريع تطوير نماذج Gemini (التي تشمل Gemini 2.5 Pro، وVeo 3 لتوليد الفيديو، وImagen 4).

الذكاء الاصطناعي في قلب المنتجات (AI Mode): أطلقت جوجل ميزات متقدمة مثل AI Mode في محرك البحث، الذي يجري عمليات بحث متزامنة لتقديم استجابة منظمة، بالإضافة إلى دمج أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي (مثل Gemini Pro) في تطبيقات الإنتاجية مثل Gmail وDocs وSheets.

3. التوسع في تطبيقات الذكاء الاصطناعي للشركات

تستهدف جوجل قطاع الشركات والمؤسسات من خلال منصتها السحابية، Google Cloud، لضمان تحقيق عائد استثمار (ROI) ملموس من الذكاء الاصطناعي.

الذكاء الاصطناعي متعدد الوسائط (Multimodal AI): تركز جوجل على تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي يمكنها معالجة وفهم البيانات من مصادر متعددة (نص، صورة، فيديو) لتوفير حلول متكاملة في قطاعات مثل الرعاية الصحية والخدمات المالية.

عملاء الذكاء الاصطناعي (AI Agents): يتم العمل على تطوير عملاء الذكاء الاصطناعي القادرة على أداء مهام معقدة ومتعددة المراحل داخل بيئة العمل، مما ينقل الذكاء الاصطناعي من مجرد أدوات إلى مساعدين متكاملين.

التعاون الأكاديمي والتعليمي: أعلنت جوجل عن شراكات استراتيجية، مثل إطلاق أقوى أدواتها Gemini Pro مجانًا لطلبة الجامعات، لتعزيز البنية التحتية التعليمية والبحثية باستخدام الذكاء الاصطناعي.

خلاصة الاتجاه العام:

جوجل في حالة “حرب استثمارية” لضمان تفوقها في عصر الذكاء الاصطناعي، حيث تتجاوز استراتيجيتها تطوير النماذج إلى بناء بنية تحتية عملاقة يمكنها دعم متطلبات الطاقة والمعالجة الهائلة لهذه النماذج، رغم التحذيرات التي أطلقها سوندار بيتشاي بشأن “فقاعة الذكاء الاصطناعي” واحتمال تأخر أهداف الطاقة النظيفة للشركة بسبب هذه التوسعات.

شارك هذا الخبر
إبراهيم مصطفى
إبراهيم مصطفى
المقالات: 967

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *