تحذير من التشرذم الرقابي واتساع الفجوة الرقمية
دعت دورين بوغدان-مارتن، الأمينة العامة للاتحاد الدولي للاتصالات التابع للأمم المتحدة، إلى تسريع الجهود الدولية لوضع إطار عالمي موحد لتنظيم الذكاء الاصطناعي، محذرة من أن غياب التنسيق قد يؤدي إلى تعميق المخاطر الرقمية وتوسيع الفجوة بين الدول.
وفي تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية، شددت بوغدان-مارتن على “الحاجة العاجلة لوضع إطار تنظيمي مناسب”، وسط تصاعد القلق العالمي من آثار الذكاء الاصطناعي على الوظائف، وانتشار المعلومات المضللة، وتهديد تماسك المجتمعات.
اختلاف النماذج بين واشنطن وبكين وبروكسل
أشارت المسؤولة الأممية إلى أن هناك مقاربات مختلفة حالياً من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والصين، لكنها أكدت أن المطلوب هو “حوار مشترك بين هذه النماذج” لتفادي الفوضى الرقمية وتشتت الجهود التنظيمية.
خطة ترامب تثير الجدل حول تنظيم الذكاء الاصطناعي
وجاءت تصريحاتها بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن خطة وطنية لتطوير الذكاء الاصطناعي، تقوم على تقليص القيود التنظيمية وتقديم أكثر من 90 مقترحاً لدعم القطاع الخاص، بهدف الحفاظ على تفوق الولايات المتحدة في مواجهة الصين.
ورغم امتناع بوغدان-مارتن عن التعليق على الخطة الأميركية، إلا أنها أكدت أن 85% من دول العالم لا تملك بعد استراتيجيات واضحة لتطوير الذكاء الاصطناعي أو تنظيمه.
تحذير من تهميش الدول النامية وغياب النساء
وحذّرت من أن استمرار المقاربات المنفصلة قد يُقصي الدول النامية، في ظل وجود 2.6 مليار شخص حول العالم لا يمتلكون اتصالاً بالإنترنت، ما يجعلهم خارج سباق الذكاء الاصطناعي.
كما لفتت إلى غياب النساء عن هذا القطاع الحيوي، مؤكدة وجود “فجوة ضخمة”، وأضافت: “ليست هناك نساء كافيات في مجال الذكاء الاصطناعي، وهو ما يُضعف فرص الشمول والمساواة”.
أول امرأة تقود الاتحاد الدولي للاتصالات
بوغدان-مارتن، أول امرأة تتولى قيادة الاتحاد الدولي للاتصالات منذ تأسيسه قبل 160 عاماً، أعربت عن اعتزازها بكسر هذا الحاجز، لكنها أشارت في الوقت نفسه إلى “ضغوط مضاعفة” تقع على عاتقها، قائلة: “التوقعات مني ليست فقط بالنجاح، بل بالتفوق”.
وأبدت نيتها الترشح لولاية ثانية بدعم من إدارة ترامب، مؤكدة التزامها بمواصلة جهود تعزيز الحوار العالمي حول الذكاء الاصطناعي، وضمان أن تصل فوائده إلى الجميع دون استثناء.




