الإمارات تراهن على استثمارات ضخمة لضمان الوصول إلى رقائق الذكاء الاصطناعي الأمريكية

تعهد بـ1.4 تريليون دولار يعزز موقع أبوظبي في سباق التكنولوجيا العالمي

أبدت دولة الإمارات العربية المتحدة تفاؤلها المتزايد بشأن تأمين الوصول إلى الرقائق المتقدمة الخاضعة للقيود الأميركية، في ظل مساعٍ طموحة لتعزيز حضورها في ساحة الذكاء الاصطناعي العالمية. ويأتي هذا التفاؤل بعد إعلانها عن استثمار ضخم بقيمة 1.4 تريليون دولار في الولايات المتحدة على مدى السنوات العشر المقبلة.

وأكد بينغ شياو، الرئيس التنفيذي لشركة G42، الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي بالإمارات، أن بلاده تحقق “تقدماً جيداً وملموساً للغاية” على صعيد تأمين أشباه الموصلات المتقدمة من الولايات المتحدة، رغم القيود الصارمة التي تفرضها واشنطن على تصدير تلك التقنيات الحساسة.

طموحات إماراتية مدفوعة بالتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي

كثّفت الإمارات استثماراتها في قطاعات التكنولوجيا والطاقة داخل الولايات المتحدة، مدفوعة بطموح استراتيجي يتمثل في التحول إلى قوة عظمى في مجال الذكاء الاصطناعي. وتُصنف الإمارات حاليًا ضمن المستوى الثاني من قواعد تصدير معالجات الذكاء الاصطناعي، مما يُقيّد عدد الرقائق المتطورة التي يُسمح بتصديرها إليها.

وقد جاء الإعلان عن الاستثمارات الإماراتية العملاقة عقب اجتماع في البيت الأبيض جمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومستشار الأمن الوطني الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، الذي يُشرف على شبكة اقتصادية تصل قيمتها إلى 1.5 تريليون دولار، وتشمل مجموعة G42.

مشاريع ضخمة.. وتنسيق استراتيجي مع واشنطن

كشفت مصادر مطلعة أن الشيخ طحنون شدد خلال الاجتماع على ضرورة تسهيل حصول الإمارات على الرقاقات، بالتوازي مع استعراض خطط الإمارات في بناء بنية تحتية تكنولوجية متقدمة على الأراضي الأميركية، منها تمويل مشروع للذكاء الاصطناعي بقيمة 100 مليار دولار عبر شركة MGX، والتي يترأسها الشيخ طحنون نفسه. وقد تم الإعلان عن المشروع خلال أول أسبوع لترامب في منصبه.

وقال بينغ شياو في مقابلة مع “بلومبرغ هاوس” خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس: “نودّ مواصلة تعزيز حضورنا في الولايات المتحدة. لدينا شروطنا بالطبع، ونريد أن تكون العلاقة مفيدة للطرفين”.

انسحاب من الصين وتوسع في أميركا وأوروبا

ضمن استراتيجيتها للتقارب مع واشنطن، أعلنت مجموعة G42 العام الماضي انسحابها من السوق الصينية، وأوقفت تدريجياً استخدام معدات “هواوي”، لتدخل بعد ذلك في شراكة استراتيجية مع “مايكروسوفت”.

وقال مسؤولون تنفيذيون من G42 إنهم يخططون لتوسيع نشاطهم في الولايات المتحدة وأوروبا وأفريقيا والخليج العربي، من خلال أقسام مراكز البيانات والحوسبة السحابية.

الإمارات: ليست مجرد “لاعب آخر” في الذكاء الاصطناعي

قال عمر سلطان العلماء، وزير الدولة الإماراتي للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي، إن الشراكات المتنامية بين الإمارات والشركات الأميركية تمنح بلاده مكانة تفضيلية كشريك موثوق في مجال الذكاء الاصطناعي.

وأضاف: “لا أعتقد أن الإمارات يُنظر إليها كأنها مجرد لاعب آخر، بل كشريك حقيقي يسهم في تشكيل مستقبل هذه التكنولوجيا عالميًا”.

خلاصة المشهد

مع استثمارات ضخمة وشراكات استراتيجية، تبدو الإمارات عازمة على شق طريقها نحو الريادة العالمية في الذكاء الاصطناعي، مدفوعة برؤية واضحة وتحركات محسوبة لتأمين الأدوات التكنولوجية الضرورية، وأهمها الرقاقات الأميركية المتقدمة التي أصبحت قلب هذا السباق العالمي المحموم.

شارك هذا الخبر
إبراهيم شعبان
إبراهيم شعبان

صحفي متخصص في التكنولوجيا

المقالات: 662

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *