الإمارات وفرنسا تتعاونان لتطوير الذكاء الاصطناعي بصفقة استثمارية تاريخية

استثمار مشترك في الكوادر ومراكز البيانات
وقّعت الإمارات وفرنسا اتفاقية تعاون تهدف إلى تطوير الذكاء الاصطناعي وتعزيز مكانتهما كمراكز إقليمية للتكنولوجيا. أعلن وزير المالية والاقتصاد الفرنسي برونو لومير، خلال فعالية أقيمت بأبوظبي، عن التزام البلدين بالاستثمار المشترك في الكوادر الخبيرة ومراكز البيانات، بما يشمل مجالات الحوسبة الكمية وأشباه الموصلات.

وأشار لومير إلى أن التعاون سيسهم في تحقيق الاستفادة المثلى من الاستخدامات العملية للتكنولوجيا الحديثة، مما يعزز الابتكار والتطور في مختلف القطاعات.

الاتفاقية بين أبوظبي وباريس لتعزيز الابتكار
تم توقيع الاتفاقية بين وزارة المالية والاقتصاد الفرنسية ومجلس الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة في أبوظبي. وشارك في التوقيع وزير المالية الفرنسي برونو لومير وعضو المجلس خلدون المبارك، الذي يشغل أيضاً منصب الرئيس التنفيذي لشركة “مبادلة للاستثمار”.

صرح المبارك بأن الذكاء الاصطناعي يمتلك إمكانيات هائلة لتحسين القطاعات المختلفة، مع توفير فرص جديدة للتعاون الإماراتي الفرنسي في مجالات الرعاية الصحية، الطاقة النظيفة، وأبحاث المناخ.

الذكاء الاصطناعي: محور اهتمام عالمي واستثمار سياسي
يشهد الذكاء الاصطناعي اهتماماً سياسياً متزايداً، حيث تسعى الحكومات إلى تشجيع الشركات الناشئة محلياً وتعزيز العلاقات الدبلوماسية عبر الاستثمارات الخارجية. من أبرز الأمثلة على ذلك، استثمار شركة “مايكروسوفت” بقيمة 1.5 مليار دولار في شركة “G42” الإماراتية، بعد تقليص الأخيرة لعلاقاتها مع الصين لتهدئة المخاوف الأميركية.

مشاريع تكنولوجية مشتركة لتعزيز التعاون
يهدف التعاون الإماراتي الفرنسي إلى البناء على مشاريع التكنولوجيا القائمة. من بين هذه المشاريع، إنشاء مصنع للرقائق بالقرب من مدينة غرونوبل الفرنسية، الذي يتم بناؤه بالتعاون بين شركتي “إس تي إم مايكرو إلكترونيكس” و”غلوبال فاوندريز”، المدعومة من “مبادلة”.

يتيح هذا التحالف للإمارات الوصول إلى مركز أوروبي متنامٍ للشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي. تُعد فرنسا ثاني أكبر وجهة استثمارية في مجال التكنولوجيا في أوروبا بعد المملكة المتحدة، حيث جمعت الشركات الناشئة فيها استثمارات بلغت 8 مليارات دولار في عام 2023، وفقاً لبيانات شركة “أتوميكو”.

شركات فرنسية ناشئة تجذب استثمارات ضخمة
أعلنت شركة “H” الفرنسية الناشئة، التي تأسست على يد مطورين سابقين في “ديب مايند”، عن جمعها 220 مليون دولار من مستثمرين بارزين مثل برنارد أرنو وإريك شميدت. كما جمعت شركة “ميسترال” الناشئة في باريس أكثر من 500 مليون دولار منذ تأسيسها في العام الماضي.

مايكروسوفت تعزز استثماراتها في فرنسا
أعلنت “مايكروسوفت” الأسبوع الماضي عن خطط لاستثمار 4 مليارات يورو في بناء بنية تحتية سحابية ومشاريع ذكاء اصطناعي في فرنسا، مما يعكس الدور المتزايد للتكنولوجيا في تعزيز العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية بين الإمارات وفرنسا.

شارك هذا الخبر
إبراهيم مصطفى
إبراهيم مصطفى
المقالات: 967

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *