الإيصالات المزيفة بالذكاء الاصطناعي… تحدٍّ جديد يربك الشركات

مع اتساع استخدام برامج الذكاء الاصطناعي التوليدية مثل «تشات جي بي تي»، لم يتوقف الإبداع عند حدود إنشاء النصوص والصور، بل امتد ليشمل تزوير الإيصالات والفواتير بشكل يصعب اكتشافه. هذا التطور دفع شركات التكنولوجيا المالية إلى تطوير أدوات جديدة قادرة على مواجهة هذه الموجة من الاحتيال.

بداية الأزمة: إيصالات مزيفة بإتقان غير مسبوق

بدأ الأمر عندما لاحظ أنانت كالي، الرئيس التنفيذي لشركة «أب زن (AppZen)» المتخصصة في إدارة النفقات، انتشار منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي تشرح كيفية إنشاء إيصالات مزيفة باستخدام الذكاء الاصطناعي. ومن هنا أدرك خطورة التحدي الجديد وضرورة تطوير تقنيات أكثر تقدماً لكشف هذه التلاعبات.

سباق شركات التقنية لمواجهة الاحتيال

  • أضافت منصة «إكسبنسيفاي (Expensify)» أدوات للكشف عن الإيصالات المولدة بالذكاء الاصطناعي منذ أبريل الماضي.
  • وسّعت شركة «SAP Concur» خدماتها لتشمل خاصية التدقيق الذكي عبر أداة «فيريفاي (Verify)».
  • شركة Navan لبرمجيات السفر أوضحت أن «مكافحة احتيال الذكاء الاصطناعي لا بد أن تتم بالذكاء الاصطناعي ذاته».

الخسائر كبيرة والاحتيال متزايد

تشير البيانات إلى أن:

  • نحو 30% من الإيصالات المزيفة التي يكتشفها تطبيق «AppZen» اليوم تُنتج بواسطة روبوتات الدردشة، بعد أن كانت تعتمد سابقاً على برامج تعديل الصور.
  • نسبة الاحتيال المكتشفة ارتفعت بمعدل 30% منذ مايو 2024.
  • في بعض الحالات، قدّم موظفون إيصالات مزورة لفنادق ورحلات طيران لم يسافروا إليها مطلقاً.

ووفق جمعية محققي الاحتيال المعتمدين، فإن 13% من قضايا الاحتيال المهني تشمل نفقات مزورة، بمتوسط خسارة يصل إلى 50 ألف دولار.

بصمة الذكاء الاصطناعي والأنماط المشبوهة

تعتمد الشركات حالياً على مجموعة من الأساليب لرصد الإيصالات المزيفة، أبرزها:

  • تحليل البيانات الوصفية للصور بحثاً عن بصمة روبوتات الذكاء الاصطناعي.
  • مقارنة تفاصيل الإيصال مع إيصالات حقيقية لنفس البائع لاكتشاف اختلافات طفيفة في الخط أو التنسيق.
  • متابعة أنماط سلوك الموظف في إنفاق النفقات أو تكرار طلبات محددة.

معركة مفتوحة بلا نهاية

يرى الخبراء أن هذه الحرب التقنية تشبه لعبة القط والفأر؛ فكلما تطورت قدرات التزوير بالذكاء الاصطناعي، تُطوّر الشركات بدورها طبقات جديدة من تقنيات الرصد والكشف. ويؤكد أنانت كالي: «لا توجد تقنية واحدة كفيلة بكشف كل شيء… بل يجب بناء طبقات متعددة من الحماية».

شارك هذا الخبر
إبراهيم شعبان
إبراهيم شعبان

صحفي متخصص في التكنولوجيا

المقالات: 1319

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *