“الإيكونوميست”: لا أدلة على أن الذكاء الاصطناعي يقضي على الوظائف عالميًا

أكدت صحيفة “إيكونوميست” البريطانية في تقرير حديث أن المخاوف المتصاعدة من تسبب الذكاء الاصطناعي في موجات تسريح جماعية ما تزال غير مدعومة بأي دليل اقتصادي واقعي، مشيرة إلى أن سوق العمل العالمي لا يزال قويًا، بل ويشهد نموًا في عدد من القطاعات.

لا بطالة جماعية بسبب الذكاء الاصطناعي

أوضح التقرير أن الذكاء الاصطناعي يحرز تقدمًا سريعًا في أداء مهام متقدمة، مثل كتابة النصوص وإنشاء الفيديوهات، مع انخفاض في معدلات “الهلاوس” التي كانت شائعة في النماذج السابقة.
ورغم ذلك، لم يُسجّل أي تأثير ملموس على شكل موجة بطالة جماعية، حتى مع تصاعد الاهتمام العالمي بمصطلح “AI unemployment”، الذي احتل مرتبة متقدمة في محركات البحث خلال العام.

بيانات العمل تكذب مخاوف الأتمتة

استشهدت الصحيفة بدراسة حديثة من جامعة أكسفورد حول احتمالية تراجع الطلب على المترجمين بفعل الأتمتة. لكنها أوضحت أن بيانات وزارة العمل الأميركية أظهرت العكس، حيث ارتفع عدد العاملين في مجال الترجمة والتفسير بنسبة 7% مقارنة بالعام السابق.

كما تطرقت الصحيفة إلى شركة كلارنا السويدية، التي كانت قد أعلنت عن أتمتة خدمات العملاء باستخدام الذكاء الاصطناعي، لكنها تراجعت لاحقًا. وقال المدير التنفيذي للشركة:

“سيظل هناك دائمًا إنسان إذا أردت ذلك”.

مؤشرات سوق العمل تدحض “كابوس الوظائف”

بحسب التقرير، بلغ معدل البطالة بين خريجي الجامعات الجدد في الولايات المتحدة حوالي 4% فقط، وهي نسبة منخفضة تاريخيًا، ولم تسجل أي قفزات بسبب الذكاء الاصطناعي.
كما أظهر تحليل لوظائف “الياقات البيضاء” مثل الدعم الإداري والمالي والمبيعات، أنها لم تتأثر سلبًا، بل ارتفعت أعداد العاملين فيها خلال العام الأخير.

بيانات عالمية تؤكد الاستقرار

أشارت “الإيكونوميست” إلى أن معدل البطالة في الولايات المتحدة لا يزال عند 4.2% فقط، في حين حافظت أجور الموظفين على نموها، وهو ما يتناقض مع التوقعات بتراجع الطلب على الأيدي العاملة.
عالميًا، سجلت دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) معدل توظيف قياسيًا خلال عام 2024.

لماذا لم يؤثر الذكاء الاصطناعي على الوظائف؟

طرحت الصحيفة تفسيرين رئيسيين لثبات معدلات التوظيف رغم تطور التكنولوجيا:

  • قلة الاستخدام الفعلي للتقنية: حيث تُظهر البيانات أن أقل من 10% من الشركات الأميركية تستخدم الذكاء الاصطناعي فعليًا.
  • تعزيز الكفاءة وليس الاستغناء: الشركات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي تستفيد منه لتسريع الإنتاجية، لا لتقليص عدد الموظفين.

لا ذئب في الأفق

وختم التقرير بالقول إن المخاوف المنتشرة حول “نهاية الوظائف” بفعل الذكاء الاصطناعي لا تزال، حتى اللحظة، أقرب إلى إنذار كاذب. فلا توجد مؤشرات حقيقية على أزمة في سوق العمل بسبب هذه التكنولوجيا حتى الآن.

 

شارك هذا الخبر
يوسف إبراهيم
يوسف إبراهيم
المقالات: 884

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *