كشفت دراسة جديدة، أجرتها شركة أوتاجو أن إتقان العمال المهرة لأدوات الذكاء الاصطناعي يمكن أن يمنحهم ميزة تنافسية في سوق العمل. نُشرت الدراسة في المجلة الاسكتلندية للاقتصاد السياسي، وتبرز كيف يمكن للتعليم القائم على الذكاء الاصطناعي تحسين استعداد العمال المهرة لسوق العمل المتغير.
ضرورة فهم الذكاء الاصطناعي
قال الدكتور مراد أونجور، من قسم الاقتصاد في أوتاجو، وفق تقرير نشره miragenews إن تطور الذكاء الاصطناعي والأتمتة يزيد من الحاجة إلى شركاء بشريين قادرين على فهم وإدارة هذه التقنيات بفعالية. بينما ركزت الدراسات السابقة على كيفية استبدال الأتمتة للعمالة ذات المهارات المنخفضة، تركز هذه الدراسة على التأثير الإيجابي للتعليم القائم على الذكاء الاصطناعي على العمال المهرة.
مثال فان هوي
استشهد الدكتور أونجور بمثال بطل أوروبا ثلاث مرات في لعبة اللوحة Go، فان هوي، الذي هزمه نظام الذكاء الاصطناعي في عام 2015. بعد أن بدأ فان هوي في تحسين مهاراته عبر التدريب ضد الذكاء الاصطناعي، تمكن من رفع مستواه والفوز ببطولته الأوروبية التالية بسهولة. وأكد أونجور أن تجربة فان هوي تظهر كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون أداة قوية لتحسين المهارات المستقبلية.
نموذج زيادة علاوة المهارات
طور الدكتور أونجور وطالبة الماجستير السابقة راشيل جرانت نموذجًا يوضح تأثير الأتمتة على علاوة المهارات. يحدد النموذج خمسة عوامل إنتاج تشمل رأس المال المادي التقليدي، رأس مال الأتمتة، العمالة ذات المهارات المنخفضة، العمالة ذات المهارات العالية بتعليم تقليدي، والعمالة ذات المهارات العالية بتعليم قائم على الذكاء الاصطناعي.
تفاوت الأجور بين المهارات
تشير النتائج إلى أن الفجوة بين أجور العمال ذوي المهارات العالية والعمال ذوي المهارات المنخفضة ستتسع. بينما ترتفع أجور العمال ذوي المهارات العالية الحاصلين على تعليم تقليدي أو قائم على الذكاء الاصطناعي في البداية، فإن أجور العمال ذوي المهارات المنخفضة ستنخفض. أولئك الذين يتبنون التعليم القائم على الذكاء الاصطناعي مبكرًا سيكون لديهم فرصة للحصول على أجور أعلى والحفاظ على قدرتهم التنافسية.
دعوة للتجديد في التعليم
يسلط الدكتور أونجور الضوء على أهمية تجديد النظام التعليمي في نيوزيلندا. يدعو إلى تحول في التعليم من المرحلة الابتدائية إلى التعليم العالي لدمج أساسيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي وتحليل البيانات في المناهج الدراسية، مع الاستمرار في تعزيز التفكير النقدي وحل المشكلات ومهارات التعاون.
الاستثمار في المستقبل
يقول الدكتور أونجور إن فهم تأثير الذكاء الاصطناعي على المهارات والأجور سيمكن من تطوير برامج تعليمية وتدريبية تساعد العمال على النجاح في المستقبل. ويشدد على أهمية الاستثمار في نظام تعليمي متجدد يتماشى مع التطورات التكنولوجية لضمان قدرة القوى العاملة على الازدهار في ظل الأتمتة.