في ظل ارتفاع استهلاك أنظمة الذكاء الاصطناعي للطاقة، يظهر بوضوح اعتمادها على المياه بشكل كثيف، خاصة في عمليات تبريد مراكز البيانات التي تستمر على مدار الساعة. ووفقًا لموقع Techopedia، فإن مراكز البيانات تعتمد على أنظمة تبريد كثيفة الاستخدام للمياه، ما يُشكّل بصمة مائية ضخمة تُضاف إلى بصمتها الكربونية، مما يستدعي القلق بشأن استدامة هذا النمو المتزايد في المجال التكنولوجي.
البصمة المائية للذكاء الاصطناعي
يتزايد الاعتماد على المياه بسبب حاجتها للحفاظ على درجة حرارة التشغيل المثالية للخوادم، حيث يُقدّر استخدام نصف لتر من المياه لتوليد إجابة واحدة مكونة من 100 كلمة في أداة مثل ChatGPT. ومن المتوقع أن يصل استهلاك الذكاء الاصطناعي للمياه إلى حوالي 6.6 مليار متر مكعب بحلول عام 2027، ما يوازي تقريبًا نصف استهلاك المملكة المتحدة للمياه في عام واحد
أزمة إدارة المياه بسبب مراكز البيانات
يواجه السكان في المناطق التي تحتوي على مراكز بيانات كثيفة، مثل تكساس وكاليفورنيا، مخاطر متزايدة على موارد المياه المحدودة. حيث تساهم مراكز البيانات في استنزاف المياه المحلية، مما يضع ضغطًا إضافيًا على الصناعات المعتمدة على المياه، مثل الزراعة، ويرفع من تكلفة المياه ويهدد إمداداتها.
التغلب على التحديات البيئية
للتخفيف من أثر الذكاء الاصطناعي البيئي، تبرز حلول مثل نقل مراكز البيانات إلى أماكن ذات مناخ بارد ورطب، كأيسلندا والنرويج، مما يحد من استهلاك المياه، وأيضًا تطوير تقنيات تبريد مبتكرة مثل التبريد بالغمر. بالإضافة إلى ذلك، يلعب الذكاء الاصطناعي نفسه دورًا حيويًا في البحث عن حلول تتعلق بإعادة تدوير المياه واكتشاف التسربات لتحسين الكفاءة في استخدام المياه.
تزداد الضغوط، على شركات التكنولوجيا العملاقة لتحمل مسؤولياتها تجاه حماية موارد المياه. كما أن الدور الواعد للذكاء الاصطناعي في تطوير حلول بيئية لاستدامة استهلاك المياه قد يسهم في الحد من آثاره البيئية، مما يشير إلى ضرورة التحرك السريع لتجنب تداعيات أكبر على البيئة والموارد المائية المستقبلية.