تستعد الولايات المتحدة لمرحلة جديدة من التحولات السياسية مع تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في يناير 2025، مما سيؤثر بشكل كبير على تقنيات الذكاء الاصطناعي ومستقبلها. في هذا السياق، يتوقع أن تشهد السياسات الأمريكية في هذا المجال تغييرات جذرية نتيجة للتعاون مع شخصيات بارزة مثل إيلون ماسك.
ترامب وإيلون ماسك: التحالف الذي قد يُعيد تشكيل مستقبل الذكاء الاصطناعي في أمريكا
من المنتظر أن يتولى إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، دورًا محوريًا في إدارة ترامب، حيث سيشغل منصب قيادة “وزارة كفاءة الحكومة” إلى جانب فيفيك راماسوامي. ماسك، المعروف بتأسيسه لشركة OpenAI وشركة xAI الخاصة بالذكاء الاصطناعي، يُتوقع أن يلعب دورًا كبيرًا في تشكيل السياسات الأمريكية تجاه الذكاء الاصطناعي.
وفقًا لخبراء مثل مات كالكنز، الرئيس التنفيذي لشركة Appian، فإن العلاقة الوثيقة بين ترامب وماسك قد تضع الولايات المتحدة في موقع قوي بالنسبة لتطوير الذكاء الاصطناعي. يشير كالكنز إلى أن ماسك هو الشخص الوحيد في الإدارة الأمريكية الذي يمتلك معرفة حقيقية بالتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
قانون الذكاء الاصطناعي للاتحاد الأوروبي: الصراع بين الابتكار والتنظيم
على الصعيد الأوروبي، يواصل الاتحاد الأوروبي دوره الريادي في تنظيم صناعة الذكاء الاصطناعي. في عام 2025، سيبدأ تنفيذ قانون الذكاء الاصطناعي الأوروبي الذي يهدف إلى وضع أطر تنظيمية صارمة، ما يثير القلق لدى شركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى. سيتعين على هذه الشركات التكيف مع هذا الإطار الجديد الذي يتطلب تقييمات مخاطر شديدة للنماذج التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي.
وتتوقع الشركات الأمريكية أن يثير هذا التنظيم توترات إضافية مع إدارة ترامب، التي قد تسعى إلى التخفيف من تأثيرات القانون الأوروبي على الابتكار في هذا القطاع.
المنافسة الجيوسياسية: الولايات المتحدة والصين في سباق الهيمنة على الذكاء الاصطناعي
فيما يتعلق بالجانب الجيوسياسي، يشهد العالم صراعًا محمومًا بين الولايات المتحدة والصين للهيمنة في مجال الذكاء الاصطناعي. خلال فترة ولاية ترامب الأولى، فرضت الحكومة الأمريكية قيودًا على الصين، بما في ذلك إضافة شركة هواوي إلى القائمة السوداء التجارية، ما كان له تأثير كبير على قطاع التكنولوجيا.
مع استمرار السباق بين البلدين لتطوير الذكاء الاصطناعي المتقدم، تتزايد المخاوف من أن الانقسام الجيوسياسي قد يؤدي إلى سباق لتطوير نماذج ذكاء اصطناعي تتفوق على القدرات البشرية. يتوقع الخبراء أن تكون هذه المنافسة على رأس أولويات الحكومات في العقد المقبل.
المملكة المتحدة في خضم تعديل سياساتها تجاه الذكاء الاصطناعي
أخيرًا، تراقب المملكة المتحدة عن كثب تطورات الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. في الوقت الذي تتجنب فيه الحكومة البريطانية اتخاذ خطوات قانونية صارمة ضد شركات الذكاء الاصطناعي، فإن هناك خططًا لإعداد تشريع خاص بالذكاء الاصطناعي مع الحفاظ على مرونة أكبر مقارنة بالقوانين الأوروبية.