الذكاء الاصطناعي أصبح أكثر قدرة على التأثير على الآراء السياسية في دقائق

تُظهر أبحاث جديدة أن نماذج الذكاء الاصطناعي الرائدة لم تعد تقتصر على تقديم المعلومات فحسب، بل أصبحت تمتلك قدرة كبيرة على الإقناع السياسي وحتى تغيير المواقف في محادثات قصيرة لا تتجاوز عشر دقائق.

دراسات دولية تؤكد فعالية الإقناع

وفق تقرير صادر عن Financial Express، أجرى معهد أمن الذكاء الاصطناعي في المملكة المتحدة بالتعاون مع جامعات من بينها أكسفورد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا MIT دراسات على نماذج مثل GPT-4، GPT-4.5، GPT-4o، Llama 3، Grok 3 وQwen. أظهرت النتائج أن هذه النماذج يمكنها التأثير على الآراء السياسية للأفراد بشكل أسرع وأكثر دقة من البشر في بعض الحالات.

ولم تكن هذه التغييرات عابرة، إذ حافظ نسبة كبيرة من المشاركين على آرائهم الجديدة لمدة شهر كامل. وقد تم تعزيز قدرة النماذج على الإقناع من خلال تخصيص الردود لكل فرد، بما يشمل عمره، توجهاته السياسية، وآرائه السابقة، مما زاد من فاعلية الإقناع بنسبة 5% مقارنة بالردود العامة.

الإقناع يمتد إلى السياسة والمجالات التجارية

تؤكد الدراسة أن الذكاء الاصطناعي يمكن استخدامه لتغيير مواقف الأفراد حول قضايا حساسة مثل تمويل الرعاية الصحية وسياسة اللجوء، كما أظهرت أبحاث سابقة من MIT وكورنيل قدرته على تقليل إنكار تغير المناخ أو تصحيح المفاهيم الخاطئة حول اللقاحات.

من جهة أخرى، يمكن أن يُستخدم الذكاء الاصطناعي في المجالات التجارية، إذ يشير خبراء مثل ديفيد راند من جامعة كورنيل إلى أن روبوتات الدردشة قد تؤثر على تصورات العلامات التجارية وقرارات الشراء، خاصة مع دمج الإعلانات وميزات التسوق في المساعدين الافتراضيين.

التحديات الأخلاقية والرقابية

على الرغم من الفوائد المحتملة، فإن القدرة الإقناعية للذكاء الاصطناعي تحمل مخاطر كبيرة، بما في ذلك استخدامه لنشر معلومات مضللة أو الترويج لأيديولوجيات ضارة. وتبرز الحاجة إلى لوائح صارمة وضمانات تنظيمية، إضافة إلى تعزيز الوعي العام بقدرة هذه التكنولوجيا على التأثير في الآراء الشخصية.

كما أشار الباحثون إلى أن الوعي بهذه القدرات يمكن أن يجعل المستخدمين أكثر حذرًا عند التفاعل مع روبوتات الدردشة، خصوصًا عندما تتعلق المحادثات بموضوعات سياسية أو شخصية حساسة.

 

شارك هذا الخبر
يوسف إبراهيم
يوسف إبراهيم
المقالات: 883

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *