يواجه محرك البحث العملاق جوجل تحديات غير مسبوقة مع صعود تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، التي قد تعيد تشكيل طريقة البحث عن المعلومات. ورغم التوقعات بزوال هيمنة غوغل، تشير تحليلات الخبراء إلى أن المستقبل قد يحمل سيناريوهات مختلفة.
تحديات الذكاء الاصطناعي أمام جوجل
يشير خبراء التكنولوجيا إلى أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يمثل تحديًا كبيرًا لغوغل، حيث يُتوقع أن يُحدث ثورة في كيفية وصول المستخدمين إلى المعلومات. سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، يرى أن الذكاء الاصطناعي قد يحل محل غوغل كوجهة أساسية للبحث، بينما أكد بيل غيتس أن أدوات الذكاء الاصطناعي ستتيح للمستخدمين الوصول إلى معلومات دقيقة دون الحاجة إلى تصفح محركات البحث التقليدية.
غوغل نفسها استخدمت هذه التحديات كوسيلة للدفاع أمام اتهامات الاحتكار، معتبرة أن الذكاء الاصطناعي قد يهدد بقاءها كمحرك البحث الأول في العالم.
جوجل وتاريخ من النجاحات رغم التحديات
تُظهر تجارب سابقة أن غوغل نجحت في مواجهة تحديات مشابهة، مثل صعود وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات الهواتف الذكية. رغم التوقعات بزوال هيمنتها خلال تلك الفترات، استمرت غوغل في تعزيز مكانتها، مع نمو عمليات البحث عبرها من مليارات يوميًا في 2010 إلى تريليونات اليوم.
كما استطاعت الشركة زيادة إيراداتها من الإعلانات المرتبطة بالبحث من 20 مليار دولار عام 2010 إلى ما يقرب من 200 مليار دولار في 2024.
استراتيجية جوجل للتكيف مع الذكاء الاصطناعي
تؤكد هيلدا معلوف، مستشارة الذكاء الاصطناعي، أن غوغل قادرة على التكيف مع التطورات التكنولوجية الجديدة. وترى أن الذكاء الاصطناعي ليس نهاية غوغل بل هو فرصة لتطوير محرك البحث ليصبح أكثر ذكاءً، عبر تقديم إجابات دقيقة ومخصصة للمستخدمين.
غوغل استثمرت في تطوير تقنيات متقدمة مثل نظام Gemini، وهو نموذج ذكاء اصطناعي توليدي يهدف إلى منافسة أدوات مثل ChatGPT. كما تعمل الشركة على دمج الذكاء الاصطناعي ضمن خدماتها الأساسية لتعزيز تجربة البحث.
التنافس مع محركات البحث الجديدة
يرى المطور التقني فادي حيمور أن المنافسة بين غوغل وأدوات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT ستعيد تشكيل ساحة البحث الرقمي. مع ذلك، يعتقد حيمور أن غوغل لن تفقد ريادتها بسهولة، خاصة بفضل شبكتها المتكاملة من الخدمات والإعلانات، التي تجعلها في موقع قوي لمواجهة التحديات.
خلاصة
رغم تصاعد التحديات، يبقى مستقبل غوغل واعدًا بفضل استراتيجياتها المرنة واستثماراتها في الذكاء الاصطناعي. وفي حين أن الذكاء الاصطناعي التوليدي قد يغير طريقة البحث جذريًا، فإن غوغل قد تكون أحد المستفيدين الرئيسيين من هذا التحول.
