الذكاء الاصطناعي الخارج عن السيطرة: هل يهدد مستقبل البشرية بالإبادة؟

مخاوف متصاعدة وسيناريوهات كارثية

يتصاعد صوت التحذيرات العالمية من مخاطر الذكاء الاصطناعي، مثيرًا قلقًا عميقًا بشأن قدرة هذه التقنية على الوصول إلى الإدراك الذاتي وتحديد خيارات قاتلة للإنسانية. حتى أقل المتشائمين يحذرون من أن الأخطاء البرمجية يمكن أن تدفع الذكاء الاصطناعي لتحقيق مصالحه الخاصة على حساب الموارد المتاحة. في ظل سباق التطور التقني، تتراوح التهديدات بين سيناريوهات الفناء الوجودي واضطرابات ملموسة في الاقتصاد، الحرب المؤتمتة، وأمن المعلومات.

 الفناء الوجودي: تقديرات الإبادة ونقطة “الذكاء الخارق”

أبرز التحذيرات تأتي من شخصيات نافذة مثل إيلون ماسك، الشريك المؤسس لشركة “xAI”، الذي قدّر في مارس الماضي أن احتمالية الإبادة بسبب الذكاء الاصطناعي تصل إلى 20%. وتوقع ماسك أن تبلغ النماذج مستوى “أذكى من البشر مجتمعين” بحلول عام 2029-2030، محذراً من احتمال “أن تسوء الأمور” على نحو وجودي بنسبة 10%–20%.

من جانب آخر، يرى عالم الحواسيب والحائز على جائزة تورينغ، جيفري هينتون، أن هناك احتمالًا بنسبة 10% إلى 20% أن “يمحو الذكاء الاصطناعي البشر”، محذرًا من بروز أهداف فرعية لحفظ الذات لدى الوكلاء الذكيين وميلهم لإخفاء النوايا.

تحديات الحوكمة وسباق “الغير ربحي”

يحتدم الجدل حول حوكمة مختبرات الذكاء الاصطناعي الرائدة مثل “OpenAI”. يُنظر إلى التحولات في نماذج الحوكمة على أنها قد تضعف استقلالية المؤسسات غير الربحية، وتدفعها إلى تبني نموذج مدفوع بقواعد السوق يغلب السرعة على الضبط والشفافية، مما يثير تساؤلات حول أولوية السلامة في ظل سباق الاستثمار والقدرات.

يوشوا بنجيو، عالم التكنولوجيا والمحاضر بجامعة تورنتو، أكد أن احتمال الانقراض “يبقيه مستيقظاً ليلًا”، داعيًا إلى تبني نماذج “غير مُوكلة” لتعزيز القابلية للثقة، مشددًا على ضرورة الضبط الوقائي للتقنية قبل وقوع كارثة كبرى.

 الروبوتات القاتلة ومخاطر الحرب المؤتمتة

يشكل مسار الأسلحة الذاتية والروبوتات القاتلة أحد أقرب التهديدات واسعة النطاق في المدى القصير. وصف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، هذه الأسلحة بأنها “غير مقبولة سياسيًا” و”مقززة أخلاقيًا”، داعيًا إلى معاهدة حظر ملزمة لضمان سيطرة بشرية حقيقية على قرار استخدام القوة بحلول عام 2026.

تثير أسراب الطائرات المسيّرة والانتقاء الآلي للأهداف مخاوف بشأن القانون الدولي الإنساني وفجوات المساءلة التي لا يمكن ردمها حاليًا تقنيًا أو قانونيًا.

 اضطراب اقتصادي واجتماعي: فقدان الوظائف والبطالة الجماعية

إحدى المخاوف الوجودية التي أثارها هينتون هي تسارع فقدان الوظائف، وما يترتب عليه من بطالة جماعية واضطراب اجتماعي واسع. يشير الخبراء إلى أن تبني الشركات العملاقة للروبوتات المدعومة بـ الذكاء الاصطناعي يؤدي إلى موجات تسريح كبرى، مما يهدد بخلخلة نموذج الاستهلاك نتيجة فقدان المستهلكين للقدرة المالية.

يحذر الخبراء من عدم جاهزية الأنظمة للتكيف مع الانتقال إلى اقتصاد مؤتمت بعمق. هذه التطورات ستسبب حتمًا هزات اجتماعية واقتصادية تتطلب سياسات انتقال عادل وحوكمة معلوماتية متماسكة.

شارك هذا الخبر
يوسف إبراهيم
يوسف إبراهيم
المقالات: 883

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *