بايدو تقود موجة الابتكار في سباق الذكاء الاصطناعي
تشهد صناعة الذكاء الاصطناعي تحولات متسارعة مع دخول الشركات الصينية بقوة إلى المنافسة، حيث تسعى إلى تقديم نماذج قادرة على مجاراة أداء النماذج الأميركية الرائدة، لكن بتكاليف أقل بكثير.
إصدارات جديدة تعيد تشكيل المنافسة
كشف تقرير لموقع “بيزنس إنسايدر”، اطلع عليه “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، أن شركة “بايدو” الصينية أطلقت نموذجها Ernie X1، الذي تقول إنه يوفر أداءً مماثلاً لنموذج DeepSeek R1، لكن بنصف التكلفة فقط. كما طرحت نموذجًا آخر يُعرف باسم Ernie 4.5، والذي تزعم الشركة أنه يتفوق على GPT-4.5 في عدة معايير، بينما لا يتجاوز سعره 1% فقط من تكلفة GPT-4.5.
ووفقًا للإعلان الرسمي، سيتم إتاحة روبوت المحادثة “إيرني بوت” مجانًا للجمهور اعتبارًا من الأول من أبريل المقبل، كما تعتزم الشركة دمج Ernie 4.5 وX1 تدريجيًا في منظومتها الرقمية، بما في ذلك محرك البحث Baidu Search.
تأثير المنافسة على الشركات الأميركية
تأتي هذه التطورات في وقت بدأت فيه كبرى شركات التكنولوجيا الأميركية بإعادة تقييم تكاليف تشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي، خاصة مع دخول نماذج صينية مثل DeepSeek R1 وV3، التي تتميز بأسعار أقل بما يتراوح بين 20 إلى 40 ضعفًا مقارنة بمثيلاتها الغربية، وفقًا لتحليل أجرته شركة Bernstein Research.
تبني الصين للنماذج مفتوحة المصدر
أكد روبن لي، الرئيس التنفيذي لشركة بايدو، أن التوجه نحو النماذج مفتوحة المصدر يسهم في تسريع تبنيها على نطاق واسع، مستشهدًا بتجربة شركة “ديب سيك” الصينية، التي نجحت في نشر نماذجها بفضل سياسة الانفتاح هذه.
تداعيات التنافس التكنولوجي بين الصين والولايات المتحدة
يرى المستشار الأكاديمي بجامعة “سان خوسيه” في كاليفورنيا، أحمد بانافع، أن هذه التحركات تأتي ضمن جهود الصين لتقليل اعتمادها على التكنولوجيا الغربية، وتعزيز موقعها كمنافس رئيسي في مجال الذكاء الاصطناعي. كما يشير إلى أن نموذج Ernie 4.5 يقترب من مستوى GPT-4 Turbo، مما يشكل تحديًا كبيرًا لشركات مثل OpenAI وGoogle.
وتأتي هذه التطورات وسط تصاعد التوترات التكنولوجية بين واشنطن وبكين، لا سيما بعد القيود الأميركية المفروضة على تصدير أشباه الموصلات المتقدمة إلى الصين. ومع استمرار الابتكار الصيني بوتيرة متسارعة، تجد الشركات الأميركية نفسها مضطرة لتطوير استراتيجيات جديدة للحفاظ على ريادتها، سواء عبر تحسين نماذجها أو تبني سياسات أكثر انفتاحًا تجاه المطورين.