تستعد الشركات لتبني تقنية جديدة تُعرف بـ “الذكاء الاصطناعي العاطفي” (Emotion AI)، التي تهدف إلى تحسين فهم الروبوتات والعاملين الذكاء الاصطناعي للمشاعر البشرية.
وفقًا لتقرير أعده PitchBook ونشره موقع “تك كرانش” الأمريكي الشهير، يُتوقع أن يرتفع استخدام هذه التقنية، التي تتجاوز تحليل المشاعر التقليدي إلى استخدام أجهزة استشعار متعددة (بصرية وصوتية) مع التعلم الآلي وعلم النفس لتفسير المشاعر خلال التفاعلات.
وتسعى الشركات الكبرى، مثل مايكروسوفت وأمازون، إلى دمج هذه التقنية في خدماتها السحابية، مما يزيد من اهتمامها في عالم الأعمال، خصوصًا مع تزايد استخدام الروبوتات كمساعدين وموظفين، ويشير التقرير إلى أن الذكاء الاصطناعي العاطفي يمكن أن يوفر استجابات أكثر إنسانية، ولكن هناك جدل حول فعالية هذه التقنية.
اقرأ أيضا: Playground AI.. مولد صور جديد ينافس “كانفا” و”أدوبي إكسبريس”
قد تواجه هذه التقنية تحديات، مثل الانتقادات التي أثيرت سابقًا حول قدرتها على تحديد المشاعر بدقة بناءً على تعبيرات الوجه فقط، فضلاً عن احتمالية تطبيق تنظيمات قانونية مثل قانون الذكاء الاصطناعي في الاتحاد الأوروبي، التي تحظر استخدام أنظمة الكشف عن المشاعر في بعض السياقات.
بناءً على ذلك، قد يكون لدينا مستقبل حيث تتعامل الروبوتات مع مهام مثل خدمة العملاء والمبيعات بطريقة مشابهة لتقنيات الذكاء الاصطناعي الحالية، أو قد تظل هذه التقنية غير فعالة في تنفيذ مهام تتطلب فهمًا عاطفيًا حقيقيًا.
ما هو الذكاء الاصطناعي العاطفي؟
يعرف أيضا باسم Emotion AI، وهوأحد مجالات الذكاء الاصطناعي الهادفة إلى تمكين الأنظمة التكنولوجية من فهم وتفسير المشاعر البشرية، وذلك بدلاً من التعامل مع النصوص فقط.
اقرأ أيضا: تسريب: جيميناي في الطريق إلى “أندرويد أوتو”
كما في تحليل المشاعر التقليدي، فإن الذكاء الاصطناعي العاطفي يستخدم مجموعة متنوعة من المدخلات مثل الصوت، وتعبيرات الوجه، ولغة الجسد، وبيانات أخرى لتقدير الحالة العاطفية للأشخاص خلال تفاعلهم مع التكنولوجيا.
مزايا أساسية
- تحليل البيانات متعددة الوسائط: يستخدم الذكاء الاصطناعي العاطفي أجهزة استشعار وتقنيات مختلفة مثل الكاميرات والميكروفونات لالتقاط إشارات مرئية وصوتية من المستخدمين.
- التعلم الآلي: يعتمد على خوارزميات التعلم الآلي لتحليل هذه البيانات وتفسير المشاعر، مثل الفرح، الغضب، الحزن، أو الخوف.
- تطبيقات متنوعة: يُستخدم في مجموعة متنوعة من التطبيقات، بما في ذلك خدمة العملاء، المبيعات، والرعاية الصحية. على سبيل المثال، يمكن لروبوتات المحادثة (الشات بوت) أن تستخدم الذكاء الاصطناعي العاطفي لتقديم استجابات أكثر تعاطفاً وتفهماً للمشاعر.
- تحسين التفاعل: يهدف إلى جعل التفاعل بين الإنسان والآلة أكثر إنسانية وطبيعية، من خلال تقديم استجابات ملائمة عاطفياً للسياق.
تحديات أمامه
- الدقة والموثوقية: ما زالت هناك تحديات في دقة تحليل المشاعر، حيث أن فهم المشاعر البشرية من خلال التكنولوجيا يمكن أن يكون معقدًا وغير دقيق في بعض الأحيان.
- الخصوصية: استخدام تقنيات مثل الكاميرات وأجهزة الاستشعار لجمع بيانات حول المشاعر قد يثير مخاوف بشأن الخصوصية وكيفية التعامل مع هذه البيانات.
- التنظيمات القانونية: هناك قيود قانونية في بعض الأماكن التي تحظر استخدام تقنيات كشف المشاعر في بعض السياقات، مثل التعليم.
وبشكل عام، يسعى الذكاء الاصطناعي العاطفي إلى تحسين التفاعل بين الإنسان والآلة من خلال فهم أعمق للمشاعر، لكن نجاحه يعتمد على تطور التكنولوجيا وتوافر الأطر القانونية والأخلاقية المناسبة.