مع التطور السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي، أصبحت أدوات الذكاء المعزز تلعب دورًا متزايد الأهمية في المجال الطبي، حيث لا تهدف إلى استبدال الطبيب، بل إلى تعزيز قدراته الذهنية وتحسين جودة الرعاية الصحية.
تعريف الذكاء المعزز وأهميته
تستخدم الجمعية الطبية الأمريكية (AMA) مصطلح “الذكاء المعزز” لتسليط الضوء على الجانب المساعد للذكاء الاصطناعي، الذي يُصمم لدعم وتعزيز الذكاء البشري بدلاً من استبداله. هذا المفهوم يعكس الأهمية الكبيرة التي توليها الجمعية لتطوير تقنيات تكميلية للطبيب بدلًا من تقنيات تنافسه.
سياسات وإرشادات استخدام الذكاء المعزز في الرعاية الصحية
تؤكد الجمعية الطبية الأمريكية، على ضرورة تصميم وتطبيق أدوات الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي بطريقة مسؤولة وأخلاقية تضمن شفافية استخدام هذه الأدوات لكل من الأطباء والمرضى. وتشمل السياسة الجديدة للجمعية الإشراف على تطوير هذه التقنيات، وضمان خصوصية البيانات، وتوضيح المسؤوليات القانونية للطبيب، بالإضافة إلى تنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي في اتخاذ القرارات الطبية والتأمينية.
آراء الأطباء وتبني الذكاء المعزز
وأظهرت دراسات الجمعية الطبية الأمريكية في 2023 و2024 أن نسبة كبيرة من الأطباء يرحبون باستخدام الذكاء المعزز في ممارساتهم الطبية، إذ ارتفع عدد المستخدمين من 38% إلى 66% خلال عام واحد. كما يعبر 68% من الأطباء عن اعتقادهم بأن لهذه الأدوات فوائد ملموسة في تحسين جودة الرعاية، بحسب تقرير نشرته “الجمعية الطبية الأمريكية”.
التحديات المستقبلية وأهمية التوجيه العلمي
بالرغم من التفاؤل، لا تزال هناك مخاوف متعلقة بكيفية تأثير الذكاء المعزز على ممارسات الأطباء، لا سيما في ما يخص سلامة المرضى، دقة المعلومات، والحفاظ على مهارات التفكير النقدي لدى الأطباء. ومن هنا، تؤكد الجمعية على أهمية توفير إرشادات واضحة وأدلة سريرية دقيقة لضمان استخدام هذه التقنيات بشكل آمن وفعال.
الخلاصة
يشكل الذكاء المعزز نقطة تحول في عالم الطب، حيث يعدّ أداة قوية لتعزيز أداء الأطباء وتخفيف الضغوط الإدارية. ومع ذلك، يبقى النجاح الحقيقي مرتبطًا بتطوير سياسات تنظيمية دقيقة، وتوفير دعم مستمر للأطباء، وضمان التوازن بين التكنولوجيا والجانب الإنساني في تقديم الرعاية الصحية.




