يظل الذكاء الاصطناعي، أحد المواضيع التي تثير اهتمام السياسات العالمية، حيث تختلف الآراء حول كيفية التعامل مع هذا التطور السريع. بين من يدعو إلى تنظيمه بشكل صارم وبين من يحذر من تداعيات فرض قيود قد تعيق الابتكار، يبقى السؤال حول كيفية الموازنة بين الأمان والنمو.
موقف ترامب من تقنين الذكاء الاصطناعي
منذ فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، بدأت التكهنات حول موقفه من الذكاء الاصطناعي تظهر بشكل جلي. ترامب، الذي يشتهر بتوجهاته المؤيدة لحرية السوق، يعتقد أن فرض القيود على الذكاء الاصطناعي قد يعيق تقدم الولايات المتحدة في هذا المجال. وهو يرى أن التقنين المفرط قد يضعف قدرة البلاد على المنافسة العالمية، في وقت تسعى فيه لتحقيق الريادة في هذا القطاع.
إيلون ماسك: تحذيرات وتوجهات
إيلون ماسك، الذي يعد أحد أبرز الشخصيات المؤثرة في مجال التكنولوجيا، سبق أن حذر مراراً من أن تطوير الذكاء الاصطناعي بدون قيود قد يكون كارثياً على البشرية. ماسك، الذي يتمتع بعلاقة قوية مع ترامب، دعم مشروع قانون للذكاء الاصطناعي في كاليفورنيا، على الرغم من معارضة العديد من نظرائه في مجال التكنولوجيا. وقد أكد ماسك أن تطوير الذكاء الاصطناعي العام، الذي يوازي أو يتجاوز الذكاء البشري، قد يشكل تهديداً وجودياً للبشرية.
تأثير ماسك على ترامب
بحسب ما ذكره علماء في مجال الذكاء الاصطناعي، قد يتمكن ماسك من إقناع ترامب بتبني سياسات أكثر تقييداً بشأن الذكاء الاصطناعي. فعلى الرغم من ميل ترامب إلى سياسات أقل تقييداً، إلا أن دعم ماسك لمشروع قانون كاليفورنيا الذي يفرض اختبار نماذج الذكاء الاصطناعي قبل إطلاقها قد يشير إلى أن ترامب قد يكون منفتحاً على إدخال معايير للسلامة في هذا المجال.
التوازن بين التقنين والابتكار
من جانبه، قال عاصم جلال، استشاري العلوم الإدارية، إن الديمقراطيين يظهرون شغفاً أكبر بتقنين الذكاء الاصطناعي مقارنة بالجمهوريين. ومع ذلك، يعتقد ترامب أن الولايات المتحدة يجب أن تسعى للريادة في الذكاء الاصطناعي دون التقييد بقوانين قد تعيق الابتكار. ومع ذلك، فإن هذا النهج يحمل مخاطر اجتماعية واقتصادية قد تؤدي إلى تجاهل التداعيات الأخلاقية المرتبطة باستخدام هذه التكنولوجيا.
تغييرات محتملة في سياسات ترامب
من المتوقع أن تتغير سياسة ترامب بشأن الذكاء الاصطناعي في حال فوزه بفترة رئاسية ثانية. الحزب الجمهوري يدعم تطوير الذكاء الاصطناعي في بيئة حرية تعبير وازدهار، ويعارض سياسات بايدن التي تفرض قيوداً على الشركات العاملة في هذا المجال. وينبغي أن يستمر ترامب في تبني سياسات تشجع على الابتكار مع ضمان الحد الأدنى من معايير الأمان.
توقعات لفترة أكثر تحرراً
محمد سعيد، العضو المنتدب في شركة “آي دي تي” للاستشارات، يتوقع أن يشهد الذكاء الاصطناعي فترة أكثر تحرراً في حال فوز ترامب بفترة رئاسية ثانية. يُرجح أن تكون هناك دعماً أكبر للتكنولوجيا المتقدمة بدلاً من القيود الصارمة، مما قد يسهم في تحقيق تقدم أكبر في هذا المجال.