الذكاء الاصطناعي ثورة في إدارة الأزمات العالمية

العالم يواجه تحديات غير مسبوقة

يشهد العالم زيادة غير مسبوقة في معدلات الصراعات العنيفة منذ الحرب العالمية الثانية، إلى جانب الكوارث المناخية المتزايدة حدّة. تواجه المجتمعات الدولية اختبارًا صعبًا لتقديم استجابات فعّالة وسريعة للأزمات، مما يُساعد في تقليل الخسائر وتسريع التعافي.

الذكاء الاصطناعي: أداة محورية في إدارة الأزمات

يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا أساسيًا في تحسين إدارة الأزمات على مستوى العالم. من خلال استخدام أدوات تقنية متطورة، يساهم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في تقديم دعم أكثر سرعة وفعالية للمجتمعات المتضررة.

1. تقييم الأضرار بالوقت الفعلي

  • يُعد الحصول على بيانات دقيقة وسريعة عن الأضرار الناتجة عن الأزمات خطوة أساسية في جهود الإنقاذ.
  • طوّر برنامج الأمم المتحدة أداة RAPIDA، التي تعتمد على نظم المعلومات الجغرافية والذكاء الاصطناعي لتحليل صور الأقمار الصناعية وبيانات التواصل الاجتماعي.
  • على سبيل المثال، ساهمت الأداة في تقييم دقيق للأضرار الناتجة عن زلزال مدينة هرات في أفغانستان، مما ساعد في تحديد المناطق المتضررة وإجراء تقييمات ميدانية.

2. التوظيف الذكي للكوادر

  • منصة التوظيف المدعومة بالذكاء الاصطناعي EVA.ai تساعد في ربط الخبراء المناسبين باحتياجات الميدان بناءً على معايير مثل الخبرة والموقع.
  • ساعدت هذه المنصة في نشر آلاف الموظفين لدعم مكاتب برنامج الأمم المتحدة، بما في ذلك مناطق الأزمات مثل سوريا وأوكرانيا.

3. تعزيز التعليم والتدريب

  • تُقدم أكاديمية الأزمات التابعة للأمم المتحدة تدريبات مخصصة للمستجيبين للأزمات، باستخدام تقنيات حديثة مثل الواقع المُعزز.
  • تُتيح هذه التدريبات محاكاة تفاعلية للأزمات، مما يُساعد على إعداد المتدربين بشكل أفضل للتعامل مع الواقع.

4. مساعد رقمي لمهام الأزمات

  • يُمكن للذكاء الاصطناعي تقديم حلول رقمية لتسهيل إعداد الوثائق، وتوفير الموارد، والتواصل مع الجهات المانحة بكفاءة أكبر.
  • هذه المساعدات الرقمية تسهم في تقليل وقت الاستجابة وتوفير بيانات دقيقة.

5. إدارة الأزمات الاستباقية

  • يستثمر برنامج الأمم المتحدة في أنظمة الإنذار المبكر مثل لوحات معلومات مخاطر الأزمات.
  • تجمع هذه اللوحات بين البيانات التاريخية والآنية لتوقع الأزمات ورصد المخاطر قبل تفاقمها.
  • تُستخدم هذه الأنظمة في بلدان مثل سريلانكا والإكوادور لتتبع قضايا مثل خطاب الكراهية والنزوح.

تحديات أخلاقية واعدة

على الرغم من الفوائد الكبيرة للذكاء الاصطناعي، فإن التحديات الأخلاقية مثل الخصوصية والتحيّز تتطلب رقابة صارمة ووضع معايير عالمية. باستخدام هذه التقنيات بحذر، يمكن تعزيز قدرة المجتمعات على مواجهة الأزمات وبناء عالم أكثر مرونة واستدامة.

شارك هذا الخبر
إبراهيم شعبان
إبراهيم شعبان

صحفي متخصص في التكنولوجيا

المقالات: 282

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *