الذكاء الاصطناعي: فهم أعمق لمخاطر عبادة الآلة والتعلق الشديد بها

تطور الذكاء الاصطناعي: من الخيال إلى الواقع

تعتبر قصة آرثر سي كلارك القصيرة “أسماء الله التسعة مليارات” تجسيدًا مميزًا لفكرة الذكاء الاصطناعي كوسيلة لتحقيق الأهداف الإلهية. في القصة، تتعاون طائفة من الرهبان في التبت مع مهندسين لتسريع عملية كتابة أسماء الله باستخدام التكنولوجيا. النتيجة، كما تصورها القصة، هي نهاية الكون في لحظة غير متوقعة، مما يعكس الصورة المبالغ فيها للكمبيوتر كأداة لتحقيق الهدف النهائي، وفق ما نشرته الجارديان.

منذ ظهور ChatGPT من OpenAI في أواخر 2022، أصبح الذكاء الاصطناعي يبدو أكثر قربًا من تحقيق الذكاء البشري. وفقًا لتقرير مايكروسوفت كندا لعام 2023، فإن “عصر الذكاء الاصطناعي قد وصل، ليبدأ موجة تحويلية ستؤثر على كل جوانب حياتنا”. لكن هذا التقدم التكنولوجي يثير قلقاً عميقاً بين الفنانين والكتاب والحكومات والأكاديميين.

الاستثمارات والتطلعات في الذكاء الاصطناعي

تتسابق الشركات الكبرى مثل Microsoft وMeta وAlphabet للاستثمار في الذكاء الاصطناعي، مع وصول التمويل إلى نحو 50 مليار دولار في عام 2023. سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، أشار إلى أنه لا يهتم بتكاليف تطوير التكنولوجيا، بل يركز على تطوير مساعد ذكي “يعرف كل شيء عن حياتي ولكنه لا يبدو كغريب الأطوار”.

مخاطر الذكاء الاصطناعي: تهديد وجودي أم مبالغة؟

يعتبر الفيلسوف نيك بوستروم من أبرز المفكرين الذين يحذرون من المخاطر الوجودية للذكاء الاصطناعي. في كتابه “الذكاء الفائق” لعام 2014، يشير إلى أن بناء ذكاء آلي يفوق الذكاء البشري قد يضع مستقبل البشرية على المحك. حسب بوستروم، يمكن لنظام الذكاء الاصطناعي الذي يتعامل مع مهمة بسيطة مثل صنع مشابك الورق أن يرى البشر كعائق، مما يطرح مشكلة التحكم في الذكاء الاصطناعي المتقدم.

تجربة الإنترنت وتداعياتها على الذكاء الاصطناعي

يشبه تطور الذكاء الاصطناعي وصول شبكة الإنترنت العالمية في منتصف التسعينيات. مثلما جلب الإنترنت وعودًا بتحقيق عالم مترابط خالٍ من الحدود، أصبح من الواضح أن هذه التكنولوجيا أثارت تحديات وسلبيات جديدة. الإنترنت قد يعزز السخط والاستقطاب، ويعيد ظهور اليمين المتطرف، مما يثير التساؤلات حول فوائد الذكاء الاصطناعي وسلبياته المحتملة.

الذكاء الاصطناعي واللغة: اختبار تورينج كمقياس للذكاء

تستند معظم نماذج الذكاء الاصطناعي الحالية إلى نماذج اللغة الكبيرة (LLMs)، التي تتعلم من بيانات ضخمة. على الرغم من أن هذه النماذج قد تبدو غير مثيرة، إلا أن قدراتها على إنتاج نصوص بشرية قد تكون لافتة للنظر. على سبيل المثال، يمكن لـ ChatGPT تأليف قصص تتسم بالإنسانية، كما في قصة عن سحابة واعية تبحث عن الشمس.

منذ عقود، استخدم اختبار تورينج لقياس الذكاء الاصطناعي، حيث يحدد المحقق البشري ما إذا كان يمكن التمييز بين آلة وإنسان من خلال التفاعل النصي. أظهرت نتائج بعض الاختبارات أن ChatGPT قادر على خداع بعض المحققين، مما يعكس العلاقة الوثيقة بين الذكاء واللغة.

**خلاصة: بينما يشهد الذكاء الاصطناعي تقدمًا هائلًا، من الضروري أن نكون واعين للمخاطر والتحديات التي قد تنشأ. من المفيد أن نعيد التفكير في الطريقة التي نتعامل بها مع هذه التكنولوجيا وأن نأخذ الحيطة والحذر من احتمالات تجاوزات غير متوقعة.

شارك هذا الخبر
إبراهيم شعبان
إبراهيم شعبان

صحفي متخصص في التكنولوجيا

المقالات: 239

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *